اهتمت الصحف البريطانية بتولي ليز تراس رسميا رئاسة الوزراء في بريطانيا، والتحديات المتنوعة التي تنتظرها. ونبدأ مع التلغراف التي نشرت مقالا افتتاحيا لفتت فيه إلى أن ليز تراس، هي ثالث مَن يتولى رئاسة الوزراء من حزب المحافظين خلال ست سنوات. وأشارت إلى أن كلمتها من أمام مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت تندرج ضمن أعراف تعتبر ذات مكانة حديثة إلى حدّ ما، وضعها هارولد ويلسون عام 1964. وقالت التلغراف إن ليز تراس شعرت بضرورة مخاطبة الأمة، رغم انتهائها من حملتها للمنافسة على زعامة حزب المحافظين، ورغم استعدادها لبدء العمل في أصعب ظروف يواجهها رئيس حكومة منذ عام 1945. * ليز تراس: بريطانيا يمكنها "اجتياز العاصفة" وذكرت التلغراف أن الملكة إليزابيث الثانية، تسلّمت السلطة التنفيذية أمس 17 دقيقة، قبل أن تسلّمها لرئيسة الوزراء الجديدة خلفاً لبوريس جونسون. وقالت إن رئيس الوزراء المستقيل غادر إلى اسكتلندا، مشيرة إلى أن طريقة مغادرته محاطا بالموظفين والأصدقاء والعائلة أظهرت اعتقادا، ليس جديدا، بأنه عومل بشكل غير عادل. وتابعت الصحيفة بالقول إنه "على عكس بوريس جونسون الذي تضمّن خطاب رحيله قائمة طويلة من الإنجازات المزعومة"، أقرّت رئيسة الوزراء الجديدة بعمق الأزمة التي تواجه البلاد. كما أعلنت عن الحاجة إلى إعادة ضبط السياسة الأساسية في عدد من المجالات الرئيسية. وحدّدت تراس أولويات مثل وضع خطط لخفض الضرائب، ومعالجة أسعار الطاقة وأزمة النظام الصحي في بريطانيا. ورأت الصحيفة أن أسلوب ليز تراس النشط نذير على الطريقة التي ستقترحها على حكومتها للعمل. وقالت التلغراف إن الجانب الأكثر وضوحا في مجلس الوزراء هو تكوينه، حيث "لا يشغل رجل أبيض أيا من المناصب الرئيسية للدولة". ورأت أن أعضاء حزب المحافظين انتخبوا زعيمة ثالثة لهم لقيادة فريق وزاري يعد الأكثر تنوعا عرقيا في تاريخ بريطانيا. "إدارة جديدة دون وجهة" ونتحول إلى صحيفة الغارديان التي علقت في مقال افتتاحي على خطاب ليز تراس الأول مع توليها رئاسة الحكومة. EPA وقالت الصحيفة إن هذه الكلمة أتاحت لها "أخيراً" فرصة التحدث إلى البلاد بدلا من أعضاء الحزب. وأشارت الغارديان إلى أن ليز تراس ليست لديها مهارات خطابية، ورغم ذلك فقد كان المقصود من كلمتها "إثبات أنها زعيمة جادة وقادرة". * رؤساء وزراء بريطانيا منذ جلوس الملكة اليزابيث الثانية على العرش وذكرت أن رئيسة الوزراء الجديدة أوضحت أن حكومتها ستركز على الأزمات التي تجتاح الاقتصاد والطاقة والخدمات الصحية. ورأت الغارديان أن وصول تراس إلى رئاسة الحكومة تأكيد على "أن حزب المحافظين الحاكم، وصل إلى مفترق طرق تاريخي في أعقاب ظروف غير متوقعة". وأشارت إلى أن أزمة غلاء المعيشة كبيرة لدرجة أن الحزب اضطر للتخلي عن شعاراته. وقالت الغارديان إنه سيتعين على الحكومة الجديدة وضع ضوابط على الأسعار للحد من الفواتير المرتفعة، بالإضافة إلى التعامل "مع إمدادات الكهرباء غير المؤكدة خلال فصل الشتاء". وذكرت أن ليز تراس تقدم وعوداً بتخفيضات ضريبية شاملة ستفيد الأثرياء بشكل غير متناسب. ولفتت إلى أنها قدمت نفسها وريثة لمارغريت ثاتشر في الحملة الانتخابية داخل حزب المحافظين. ورأت الصحيفة أنه قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن ما ستفعله تراس في المنصب، لكنها قالت إن ثمة إجماعا جديدا يقلب التفكير المحافظ السابق: فبدلاً من قيام البنوك المركزية بالمساهمة في استقرار الاقتصاد، تتحمل السياسة المالية المزيد من الضغط. وأضافت الغارديان بالقول "حتى الآن، ليس هناك الكثير مما يوحي بأن هذا سيساعد بريطانيا. ومن الصعب أيضًا معرفة نوعية الأيديولوجية التي ستنجو من مثل هذه المرحلة الاجتماعية والاقتصادية المضطربة في التاريخ البريطاني". وتابعت الصحيفة بالإشارة إلى أنه رغم ذلك، قدمت تراس نفسها كشخصية ثاتشر القوية القادرة على كسب الحروب الثقافية والقتال ضد النقابات العمالية. ورأت الغارديان أن المشاكل الحالية في بريطانيا "بدأت في عهد تاتشر، عندما أصبح أساس النمو الاقتصادي يسعى إلى الريع من خلال الخصخصة وسوق الإسكان". وقالت إن أرادت ليز تراس التعامل مع الأزمات الحالية، فعليها معالجة أسبابها الجذرية، وليس أعراضها فقط.