AFP تواصل الصحف البريطانية متابعتها للأزمة التي يواجهها بوريس جونسون. وعلّقت صحيفة الغارديان على استقالته من رئاسة حزب المحافظين وانطلاق البحث عن بديل على رأس الحكومة بعبارة، "خلاص جيّد"، بينما تناولت التايمز "شعبوية" كلّ من جونسون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ونبدأ من صحيفة "التايمز"، مع مقال للكاتب جيرارد بيكر بعنوان "شعبوية جونسون وترامب ما تزال حيّة". وقال إن بوريس جونسون منح "جيش معارضيه ذخيرة حيّة"، من خلال خوضه التحدي الأخير. وأضاف أنه لطالما رأى هؤلاء النقاد في جونسون "نسخة بريطانية راقية" من دونالد ترامب. واعتبر الكاتب أن كلّ من دونالد ترامب وبوريس جونسون نجحا في إعادة منح التيار المحافظ قوّة سياسية، "لكنهما فشلا في النهاية بسبب حماقتهما النرجسية". ورأى الكاتب أنه من الواضح أن هناك أوجه تشابه مهمة، لها آثار مهمة على مستقبل السياسة الأنجليزية- الأمريكية. وقال إن انتهاء الولايتين (لترامب وجونسون) "بفشل مخزي في غضون أربع سنوات"، يدفع إلى فهم العوامل المشتركة، التي دفعت هذين الزعيمين غير التقليديين إلى السلطة، والتي قادت أجندتهما الحاكمة وساعدتهما على تحقيق إنجازات دائمة، للخروج بتقدير صائب. وعدّد كاتب المقال، ما وصفه بالعيوب المتعددة والمشتركة بين الزعيمين: " النرجسية الإفراط في الانغماس في الذات والكذب الانتهازي المتأصل وعدم الاهتمام بالتفاصيل بالإضافة إلى الشهية المفرطة لإرضاء الذات المستمرّ والإدمان على التملق من الجمهور". وتابع قائلاً : "بالنظر إلى ورقة الاتهام هذه ، ليس من المستغرب أن يسعد الكثير من اليمين برؤية رحيلهما - لكن لا ينبغي التغاضي عن حقيقة أن ترامب وجونسون يظلان الركيزتين اللتين تقوم بهما الشعبوية المنتصرة.. والتي تستمر في إعادة تشكيل السياسة على جانبي المحيط الأطلسي". وأشار بيكر إلى أنه من منظور التيار المحافظ، فإن التهمة الأكثر فداحة ضدهما، هي أنهما أضاعا فرصة غير عادية، أوجداها بنفسيهما لتشكيل قوة سياسية، لو استغلت بشكل صحيح، لكانت ستحدد جيلاً أو أكثر، وفق قول الكاتب. UK Parliament/Jessica Taylor استقالة جونسون "خلاص جيّد" ننتقل إلى صحيفة الغارديان التي أبدت وجهة نظرها حول قرار جونسون الاستقالة بوصفه "خلاصا جيّدا". وقالت الغارديان إن "الخبر الجيد هو أن أسوأ رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا الحديث، سيرحل. والخبر السيئ هو أنه لم يرحل بعد". وأشارت الغارديان إلى أن بوريس جونسون حارب حتى النهاية للبقاء في "داونينغ ستريت" - مقرّ الحكومةالبريطانية - "حيث انهارت سمعته وحكومته من حوله". وذكرت أن جونسون خضع لأمر حتمي، مع استقالة المزيد من الوزراء يوم الخميس، واستقال من منصب زعيم حزب المحافظين، بينما بقي في منصب رئيس الوزراء إلى أن يقع الخيار على خليفة له. وعلّقت على خطاب استقالته مشيرة إلى أنه لم يتضمن أي ملاحظة ندم على "سوء سلوكه كرئيس للوزراء"، أو أي لفظ يدلّ على إدراكه سبب اندفاع حزب كان قد احتضانه قبل ثلاث سنوات، لتخليص نفسه منه الآن. وقالت الصحيفة إن قدرته (بوريس جونسون) على "إلحاق الضرر بحزبه وبالبلد لم تنته بعد". وذكرت أن جونسون ترأس ثلاث سنوات مضطربة في رئاسة الحكومة، بعض الاضطراب كان متوقعاً بسبب سلوكه في السياسة والإعلام. والبعض كان بسبب الأحداث العالمية الزلزالية غير المتوقعة. وتابعت الغارديان بالقول إن جونسون زعم أنه يفهم الشعب البريطاني، لكن ما أظهرته الأسابيع العصيبة الماضية ، هو أنه لم يشارك أو يفهم أبدًا أخلاقياتهم. وأشارت إلى أنه كان يتصرف كرئيس وليس كزعيم برلماني. وأنه كان يدير الحكم عن طريق الحملات، وليس من خلال المداولات الجماعية والإنجاز. وأضافت بالقول: "لقد أساء استخدام مكتبه بمكافأة أصدقائه وعقد صفقات مع المتبرعين". وإنه دمّر ثلاث حكومات محافظة في غضون ست سنوات، وفعل الكثير للإضرار بسمعة بريطانيا الدولية. وكتبت الغارديان أنّ "الحزب والشعب البريطاني تخلصا منه". Getty Images أزمة الغذاء العالمية.. لا وقت للهدر نتابع مع صحيفة الغارديان وتعليق آخر للصحيفة حول أزمة الغذاء العالمية. وكتبت الغارديان تحت عنوان "لا وقت للهدر"، أنّ الجوع يطارد العالم. وذكرت تعهد الأممالمتحدة قبل سبع سنوات، بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030. وأشارت إلى أن جائحة كوفيد ساهمت في زيادة الذين يعانون من نقص الغذاء من 135 مليون إلى 276 شخصاً. لكنها قالت إن الحرب في أوكرانيا فاقمت هذه الأعداد. ونقلت عن الأممالمتحدة أن عدد المتضررين، بلغ العام الماضي 828 مليون شخص، مع وجود 345 مليون يعانون نقصاً حادً في الأمن الغذائي. وذكرت الغارديان أنه حتى في البلدان الأكثر ثراءً، فإن أزمة تكلفة المعيشة تجعل المزيد من الآباء يعانون من الجوع في سبيل إطعام أطفالهم. أما في البلدان منخفضة الدخل، حيث ينفق الناس خمسي دخلهم على الغذاء، فإن ارتفاع الأسعار قاتل حقًا، وفق ما ذكرت الصحيفة. وقالت إن قمة الدول السبع خصّصت مبلغ 4.5 مليار دولار لمواجهة أزمة الجوع، لكنها أضافت أنه ليس سوى جزءاً يسيراً من قيمة المبلغ الذي قدّره الخبراء كحاجة لمواجهة الجوع، وهو 28.5 مليار دولار. ورأت الغارديان أن هناك حاجة إلى تحول جوهري في السياسات الزراعية العالمية. وأنه يجب على البلدان إعادة توجيه الدعم المحلي نحو الزراعة المستدامة والأغذية المغذية، والحد من اعتمادها على الواردات. وقالت الصحيفة إنه على دول أخرى، ولا سيما الولاياتالمتحدة، جعل استهلاك البشر للحبوب أولوية بدلاً من استهلاك الوقود الحيوي. وفوق كل شيء، بحسب الغارديان، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة. "قد يكون الوقت قد فات بالفعل لإنقاذ بعض الأرواح. يجب أن نمنع ضياع المزيد".