احتفت أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، بفن الملحون وصدور الديوان العاشر للملحون، بحضور عمالقة الفن المغربي من شيوخ وشعراء ومنشدين، جسدوا لوحة غنائية وتمثيلية في احتفالية تاريخية. وشكلت الأكاديمية هيئة مكونة من 50 باحثا في مجال الملحون للاضطلاع بمهمة جمع وتخزين كبرى الأعمال لكبار أساتذة الملحون الذين بصموا بإسهاماتهم هذا الفن المغربي العريق، في إطار مشروع "موسوعة الملحون" لإيصال هذا الفن إلى الأجيال المقبلة. وفي هذا الإطار، قال عباس الجيراري رئيس لجنة الملحون بأكاديمية المملكة، في تصريح ل "الأيام 24"، أن أكاديمية المملكة، نظمت هذا الحفل برعاية ملكية سامية بمناسبة إصدار الديوان العاشر من موسوعة الملحون بحضور عمالقة هذا الفن من شعراء وشيوخ ومنشدين.
وتابع الجراري، بأن هذا الديوان يعود للشاعر الكبير الراحل محمد بن علي الدمناتي وحاز على عناية المملكة النابعة من أهمية النصوص في الملحون، لأن دراسة الملحون لا يمكن أن تقوم إلا على النصوص، والنصوص منعدمة إما هي موجودة عند بعض الأشياخ أو كنانيش مخطوطة عند أصحابها ولا يمكن الوصول إليها إلا بصعوبة. ولهذا، يؤكد الجيراري، فالأكاديمية وبتحفيز من الملك محمد السادس بالعناية بالدواوين خلال العشر سنوات الماضية، أخرجنا الديوان الأول والثاني حتى الديوان العاشر، ونحن الآن بصدد إخراج الديوان الحادي عشر، بل أكثر من هذا نحاول أن نخرج أنتلوجيا للملحون، أي أن تقدم القصائد مغناة ومنشدة". من جهته قال عبد المجيد فنيش عضو لجنة الملحون بالأكاديمية،في تصريح ل"الأيام 24"، بأن هذا العمل يمزج بين المسرح والغناء، باعتبار أن الملحون هو لب القضية،والرهان المعقود في هذا العمل هو مواصلة المجهودات التي بذلها جيل من المبدعين المغاربة في المسرح والأغنية لتوظيف الملحون توظيفا يحاول أن يلائم مجريات التلقي الحديث.
لذلك، يؤكد فنيش، فهذا العمل يحاول أن يلامس بعض القضايا التي يجد فيه المتلقي المغربي ذاته أو يستوعب بعض الأشياء التي تبدو له غريبة في تراثنا عموما وفي أدب الملحون على وجه الخصوص. وشدّد فنيش، على أن الرهان الحقيقي في فن الملحون، هو أن نواكب من الآن كل إصدارات الأكاديمية بأعمال فنية من هذا النوع، مع العلم أن هذا العمل يسجل في تاريخ الأكاديمية كونه العمل الأول الفني الذي يدخل رحاب أكاديمية المملكة.