تم التأكيد مجددا خلال الحفل الذي نظمته أكاديمية المملكة المغربية بمقرها بالرباط، الأربعاء 24 ماي 2017 أنه إذا كان " الشعر العربي ديوان العرب" فإن "الملحون هو ديوان المغاربة بدون منازع" وسط غياب ملحوظ لوسائل الاعلام العمومية وحضور وازن لشخصيات فكرية وفنية من أجيال متنوعة. فتحت رعاية ملكية احتضنت القاعة الكبرى للأكاديمية أمسية باذخة لفن الملحون، نشطه 70 مبدعا من شعراء وفنانين ومنشدين، أمتعوا وأجادوا في تقديم لوحات فنية في غاية من الابداع والاتقان حملت عنوانا رئيسيا " احتفالية الملحون ديوان المغاربة فرجة نزهة الخاطر بصدور الديوان العاشر". وقدمت خلال هذه الاحتفالية التي أشرف المبدع عبد المجيد فنيش على اعداد وتنسيق واخرج فقراتها قصائد مرتبة حسب سيناريو الفرجة وهي " فصل الربيع" من نظم محمد العلمي وفي مدح الرسول لعبد العزيز المغراوي "الضيف" للجيلالي امتيرود و" الشمعة" لمحمد بن علي ولد الرزين و"لغزيل" لعبد القادر العلمي و"العرصة" للتهامي المدغري. كما أدى فريق الانشاد الذي كان يتألف نحو 20 فنانا منهم ماجدة اليحياوي وسعيد مفتاحي ومحمد السوسي وفريق العزف والايقاع 34 موسيقيا، قصائد " غاسق الانخال " لأحمد الكندوزو" اللطفية" لأحمد الغرابلي و" اساداتي اولاد طه" لادريس بن علي و" القلب الشفيق" للسلطان مولاي عبد الحفيظ و" الزردة " لمحمد بن علي المسفيوي. واختتم الحفل الذي أدت خلاله تشخيصات فنية لبعض اعلام دواوين الملحون من لدن فريق التشخيص المسرحي المكون من 14 فنانا منهم أحمد ولد القايد وزهرة زرييق ومحمد بنعبد الله الجندي بانشاد مقتطف من قصيذة " فن الملحون " نظم الشيخ الحاج أحمد سهوم الذي تم تكريمه بهذه المناسبة التي أكد قى مستهلها أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية وعباس الجراري رئيس لجنة الثراث بالاكاديمية المشرف العام على الاحتفالية على الاهمية الخاصة التي توليها الاكاديمية لاحياء تراث المغرب بكل انواعه وموضوعاته . فالشيخ أحمد سهوم أحد رواد تراث الأدب الشعبي شاعر وباحث ومنشد رسم في قصائده لوجات فنية لوحات فنية اعتمادا على لغة فنية عامية سلسة بانيا لهذا الادب الشعبي قامة شامخة. ويجمع الديوان العاشر لفن الملحون الذي في طليعة الانماط الشعربة التي انفرد بها المغاربة، وأبدعوا بعبقرياتهم فيها لغة وفنا وجمعا وانشادا، حافظين في ذاكرتها روافد الحضارة المغربية بأبعادها الفنية والفكرية والاجتماعية. وكانت الاكاديمية التي سبق لها أن شكلت هيئة مكونة من 50 باحثا في مجال الملحون للاضطلاع بمهمة جمع وتخزين كبرى الأعمال لكبار أساتذة الملحون الذين بصموا بإسهاماتهم هذا الفن المغربي العريق، في إطار مشروع "موسوعة الملحون" لإيصال هذا الفن إلى الأجيال الصاعدة، قد نظمت في 18 من الشهر الجاري يوما دراسيا حول تراث الملحون شارك فيه ثلة من الباحثين المختصين من المغرب وفرنسا انكبوا خلاله على مدارسة لغة الملحون وبناؤه الفني وأعراضه وأشكال وأداء الملحون. والديوان العاشر هو من موسوعة الشاعر الكبير الراحل محمد بن علي الدمناتي وهو العمل الذي أخرجته الأكاديمية في إطار العناية بالدواوين خلال العشر سنوات الماضية، في أفق إخراج أنطلوجيا للملحون،أي أن تقدم القصائد مغناة. ودعا الباحث والفنان عبد المجيد فنيش في تصريح مقتضب خاص إلى العمل على توظيف الملحون توظيفا فنيا يتلائم مع مجريات التلقي الحديث ويتلائم مع التحولات الجارية في مجالات الابداع معبرا عن استغرابه الكبير لعدم اهتمام الاعلام العمومي بهذه التظاهرة في الوقت الذي تنص دفاتر تحملات هذا الاعلام باعتباره مرفقا يقدم الخدمة العمومية على وجوب التعريف بالذاكرة الفنية والغنائية والمسرحية وتوثيق الانتاج الوطني وعرضه على عموم المواطنين، ويتم هذا التجاهل في الوقت الدي يعاني البلد من اشطالية قلة الابداع الوطني وخاصة الجاد منه.