يبدو إن وصول عدد من اليساريين الى الحكم في أمريكا اللاتينية أنعش امال جمهورية الوهم في مخيمات لحمادة بتندوف في العودة الى البحث عن موطئ قدم لها في الساحة الدولية بدعم من صانعتها الجزائر. حكومة كولومبيا التي تم تنصيبها مؤخرا، برئاسة الرئيس اليساري غوستافو بيترو أعلنت أمس الأربعاء عن قرارها بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو المجمدة منذ عام 2001، في عهد الرئيس الأسبق اندريس باسترانا، وذلك كأول قرار يتخذه في السياسة الخارجية لبلاده، وذلك عبر بلاغ لوزارة الخارجية الكولومبية أعلنت فيه عودة العلاقات بينها والجبهة الإنفصالية بناء على بيان مشترك موقع في 27 فبراير 1985′′. الرئيس اليساري الجديد غوستافو بيترو، استقبل أمس الأربعاء في بوغوتا، المدعو محمد سالم ولد السالم وزير خارجية البوليساريو ومحمد زروج سفير الجبهة بأمريكا اللاتينية، محمد زروج. اعتراف كولومبيا بالبوليساريو يأتي ليعاكس توجه السابقة ببوغوتا حيث سبق لنائبة الرئيس الأسبق وخلال زيارتها إلى المغرب العام الماضي، أن أكدت أن تعليمات وجهت إلى سفير بلادها الجديد في العاصمة الرباط لتمديد نفوذ السفارة في جميع أنحاء التراب الوطني المغربي، بما في ذلك الصحراء المغربية، وهو ما يعد اعترافا منها بسيادة المغرب على الصحراء، كما أنه يأتي في ظل تراجع عدد من الدول الإفريقية عن اعترافها بجبهة البوليساريو كدولة، بل وفتحت قنصليات في مدينة الداخلة أو العيون لتبقى منطقة أمريكا اللاتينية المعقل الجديد لجبهة البوليساريو، حيث تحظى باعتراف عدد من الدول مثل المكسيك وبنما وفنزويلا وكوبا والدول التي انضمت مؤخرا مثل كولومبيا وهندوراس وبوليفيا والبيرو، كما أنه يشكل تحديا للدبلوماسية المغربية في منطقة أمريكا اللاتينية التي تشهد عودة اليسار إلى السلطة، ما يتطلب جهودا أكبر من أجل محاصرة هذا المد الذي يحاول من خلاله البوليساريو ممارسة الخداع على أحزاب اليسار التي لا تزال تنظر إلى جبهة البوليساريو كحركة تحررية رغم ان العالم أجمع اصبح على علم بأنها مجرد عصابة تتاجر بجزء من المواطنين المغاربة الذين تحتجزهم بمخيمات تندوف تحت حماية الجزائر.