مباشرة بعد خطاب الملك محمدس السادس والذي خصص خلاله حيزا هاما للعلاقات بين المغرب والجزائر، راغبا في أن " تعطي المثال للشعوب المغاربية الأخرى"، يُرتقب أن يوجه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مساء اليوم الأحد، كلمة دورية إلى شعبه في لقائه الدوري مع صحافة بلاده. كلمة تبون الجديدة والتي ينتظر أن يثير خلالها ملف علاقات بلاده مع المغرب ومع إسبانيا والتطورات الإقليمية، لكن السؤال يطل برأسه بعد النبرة الإيجابية التي تحدث بها الملك في خطابه يوم أمس السبت، "هل سيواصل عبدالمجيد تبون في نسقه التصعيدي ضد المغرب ورموزه ومعاكسات قضاياه الكبرى ملف الصحراء المغربية؟".
استمرارا لمبادئ حسن الجوار والأخوة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، يواصل الملك محمد السادس، نهج سياسة اليد الممدودة إلى النظام الجزائري، إيمانا بوحدة المصير والتحديات المشتركة، وذلك ما يتجلى في خطاب، أمس السبت بمناسبة ذكرى عيد العرش، حينما اعتبر عاهل البلاد أن الحدود، التي تفرق بين الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لن تكون أبداً، حدوداً تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما.
وتثبت الوقائع أن كل ما دأب المغرب على مد جسور التعاون والجلوس إلى طاولة الحوار مع النظام الجزائري، إلا ويقابله الأخير بدفع حالة التصعيد إلى الأمام وصبّ مزيد من الزيت على النار، رغبة في مواصلة القطيعة التي يستفيد من حالتها، في المقابل الخاسر الأكبر الشعبين معا.
وإذا كانت حالة التصعيد التي نهجها النظام الجزائري ضد المغرب طيلة السنوات الماضية، وبخاصة خلال العامين المنصرمين، من قطع للحدود وغلق للأجواء أمام الطائرات المغربية، ما تزال الرباط تعتقد أن العلاقات الطبيعية بين المغرب والجزائر هي السبيل الوحيد للنماء والتقدم المشترك.
رغم صفحات طويلة من النزاعات والحروب، ما تزال أصوات من النخب والمجتمع المدني ترتفع في الجزائر والمغرب تطالب حكومتيهما بالجلوس إلى طاولة الحوار وتغليب منطق التفاهم وروابط الأخوة التي تربط الشعبين أكثر من أي شعبين آخرين في المنطقة.