معظم اللقاءات التي تنعقد في إطار فعاليات المعرض الدولي للفلاحة، بمدينة مكناس، العاصمة الإسماعيلية، سواء بين العارضين، فيما بينهم، أو تلك التي تجمع بين زوار المعرض وهؤلاء العارضين، الذين يؤثثون فضاءه، تكون مثمرة، إن على المدى القريب أو البعيد. مناسبة هذا الكلام، ما عاشته نورا كرباز، ذات الأصول المغربية والقاطنة بالديار المهجرية، بأقصى شمال إسبانيا تحديدا، حيث الطبيعة الخلابة والأراضي الخصبة، المعطاء، إن على المستوى الزراعي أو على مستوى تربية المواشي، خصوصا منها الثيران والأبقار ذات الجودة العالية. فقد حضرت هذه المهاجرة المغربية بمعية شريكها الإسباني :"روبيرتو كاستانيون فيلاسكو"، وتركت لدى زوار المعرض وعارضيه والمهتمين بالمجال الفلاحي، خصوصا من بينهم مربو الأبقار والثيران، أثرا كبيرا من خلال المنتج الجديد والفريد في نوعه، الذي تنوي تسويقه بالمغرب أولا، قبل غزو باقي الأسواق الإفريقية التي تربطها بالمغرب اتفاقيات استيراد وتصدير في هذا المجال، وكل ما من شأنه تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في هذا الصدد. فرادة هذا المنتج تتمثل في سلالة الأبقار، من نوع الغصين البني التي تتم تربيتها في خاصرة جبل :كورديلييرا كانطابريك "،وهي واحدة من أجود وأرقى الأنواع التي يمكنها التكيف مع كل الأجواء بما في ذلك درجات الحرارة العالية. ويطلق عليها تصنيف "أسطوريانا"، وهو صنف معروف بجودة لحومه الحمراء الخالية من الكوليسترول، وكذا بجودة حليبه والمصنف عالميا، اليوم، من طرف العديد من المنظمات الصحية الغذائية، كما شرحت لنا ذلك السيدة" نورا كرباز "رفقة شريكها الإسباني :"روبيرتو كاستانيون فيلاسكو، خلال لقائنا بهما، بالمعرض الدولي للفلاحة المنعقد، أخيرا، بمدينة مكناس. الحس الوطني العالي لدى هذه السيدة جعلها تتحرك في أكثر من اتجاه وتطرق باب أكثر من جهة مختصة، رغبة منها في تسويق لقاح هذا النوع الفريد من الأبقار، بالمغرب، أولا، رغم العروض المغرية التي قدمت لها ولشركائها في مؤسسة :"أسيافا"،للظفر بقصب السبق في إنتاج وتسويق هذا اللقاح الجيني، غير أنها لم تخضع لهذا كله، وظل بلدها، المغرب، هو شغلها الشاغل، حيث تخطط أن يكون للمؤسسة، التي تنتمي إليها، ممثلون بفروع، بأهم نقط للبيع، عبر المملكة، لتسويق هذا المنتج. الشيء الذي سيكون بإمكانه إيجاد المزيد من فرص الشغل لأبناء بلدها، كما أوضحت السيدة :"نورا كرباز"، وهو الشيء الذي تعتبره من أولى الأولويات. في هذا المسعى، وفي انتظار أن يتحقق حلمها ومشروعها، عبرت لنا "نورا كرباز" عن مدى ارتياحها لما وصلت إليه من نتائج مشجعة خلال اللقاءات المتواصلة التي كانت لها مع بعض العارضين، خلال فترة تواجدها بالدورة 12 لمعرض الفلاحة، بمدينة مكناس، وكذا مع بعض الجهات المختصة التي أبانت عن حسن نواياها في التعاون معها حتى يرى مشروعها النور بالمغرب، كما تتوخى هي ذلك، ولم تدع الفرصة، هنا، تفوتها للتعبير عن عميق شكرها وامتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لما يقوم به من جهود عظيمة إزاء مغاربة العالم أنى وجدوا، من أجل تحقيق غد أفضل لهم ولأبنائهم، ولعل في عملية تشجيعهم على الاستثمار ببلدهم خير دليل على رغبة جلالته وحرصه القوي على أن تبقى روابط هذه الجالية، جيلا وراء جيل، مستمرة بذويهم وبني جلدتهم مهما طالت سنوات اغترابهم..