أعلن المغرب الجمعة استئناف علاقاته الدبلوماسية مع كوبا بعد انقطاعها 37 عاما، على خلفية دعم هافانا لجبهة البوليساريو الانفصالية. ووقع سفيرا المغرب وكوبا في الأممالمتحدة، عمر هلال وأنايانسي رودريغيز كاميخو، الجمعة في نيويورك "اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية" بين البلدين "على مستوى السفراء". وتعليقا على هذا الحدث الدبلوماسي، يرى محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أنه يمكن اعتبار هذا التطور المرتبط باستعادة المغرب وكوبا لعلاقاتهما الثنائية لحظة تاريخية تتجاوز التباين الإيديولوجي بين الطرفين و القطيعة التي استمرت حوالي 37 سنة من أبريل 1980 إلى غاية أبريل 2017. وأضاف بودن في تصريح ل"الأيام 24"، أن هذا التطور في إعادة تطبيع العلاقات المغربية الكوبية، يشكل نصر دبلوماسي كبير بالنسبة للمغرب على الجزائر والبوليساريو بحكم أن كوبا ظلت أكبر داعمي البوليساريو على المستويات السياسية والتكوينية واللوجيستية بعد الجزائر، كما يمكن القول إن المغرب نجح في استعادة علاقاته بدولة يمكن اعتبارها بمثابة رأس الرمح الموجه نحو المصالح المغربية. واعتبر أنه من خلال بلاغ الاتفاق المتعلق باستعادة العلاقات بين البلدين يمكن ملاحظة أن القرار مبني على رؤية متبادلة ناتجة عن مفاوضات دبلوماسية سرية، كما أن القرار مسنود بالبعدين الأممي والقانوني. وأعرب المحلل السياسي عن اعتقاده أن قرار المغرب استئناف علاقاته الدبلوماسية مع كوبا بعد انقطاعها 37 عاما، مرتبط بتوازنات جيوسياسية معاصرة وأن العلاقات انطلقت من المستوى القاعدي وينتظر أن تتطور بتطور عناصر الدفع، كما أنه يتزامن –يضيف بودن-، مع صدور موقف المغرب من الوضع في فنزويلا مع العلم أن هذه الأخيرة تعد أبرز حلفاء كوبا باعتبار أن كراكاس ونظام مادورو يعد من أكبر داعمي النظام الكوبي وشريكه الاستراتيجي في مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكارايبي ( CELAC). وأشار أن هذا تطور يأتي في إطار إعادة رسم بعض معالم السياسة الخارجية المغربية التي أصبحت تتجاوز سوء النية لدى عدد من الأطراف الدولية وتجرب الواقعية الجديدة لأن الوقت لا يسمح بالانكفاء بل يطرح ضرورة الانفتاح، والقوة الضاربة للمغرب الآن في مجال السياسة الخارجية هي القدرة على القيام بقفزة دبلوماسية ناجحة، والمؤكد أن المتتبع يرى أن هذه الخيارات مفاجئة لكن التحليل الموضوعي لها يؤكد ضرورتها. واختتم بودن قوله بالإشارة إلى أنه "لا يمكن إغفال معطى أساسي قد يكون مساهما في صياغة بعض عناصر بناء علاقات مغربية _ كوبية يرتبط بالتراث اليساري في أفريقيا الذي يحترم كوبا، حيث أن هذه الأخيرة كانت ضيفا خاصا على القمة 28 للاتحاد الأفريقي التي عاد فيها المغرب لأسرته المؤسسية، ومادامت كوبا دولة صديقة لأفريقيا فلما لا تكون صديقة للمغرب وهو من بين أكثر البلدان الأفريقية تطورا واشعاعا؟". وقطعت الرباط العلاقات مع كوبا بعد اعترافها بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" غير المعترف بها التي أعلنتها في 1976 جبهة بوليساريو من جانب واحد وسط نزاع مع السلطات المغربية حول السيادة على الصحراء المغربية.