لا يزال التراشق بين قياديي عدد من الأحزاب السياسية في المغرب، يتصّدر واجهة النقاش عمومي، خاصة في لأيام الأخير، إثر تحميل عبد اللطيف وهبي، وزير العدل في حكومة عزيز أخنوش والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، مسؤولية ما يعيشه الاقتصاد الوطني حاليا من صعوبات، إلى حزب العدالة والتنمية، وهو ما فجّر الخلاف بينهما أكثر، وأخرج قياديي حزب "المصباح" من صمتهما. وفي هذا السيّاق، وجّه عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، كلمة إلى عبد اللطيف وهبي، بالقول إن "التصريحات الطائشة لبعض مكونات الأغلبية، لن تستفز العدالة والتنمية، وأن المجموعة ستواصل أداء أدوارها وفق الآليات المؤسساتية المؤطرة بالقانون".
وزاد بوانو، في كلمة افتتاح الاجتماع الأسبوعي للمجموعة، المنعقد أمس الإثنين 30 ماي الجاري، أن المعارضة التي يُمارسها حزب العدالة والتنمية، هي "معارضة مؤسساتية مسؤولة، ومواطنة، ولن تسقط في الشعبوية الحقيقية التي ظل البعض يمارسها عندما كان في المعارضة".
وتابع المتحدث نفسه، بأن حزب "المصباح" لن يتسم بما وصفها ب"القفشات التي ميزت من كان في المعارضة" في إشارة منه إلى عبد اللطيف وهبي وزير العدل، مردفا أن تصريحاته الأخيرة "التي أخذته فيها الحماسة، وأطلق فيها العنان للسانه، قبل أن يتراجع عنها، وخاصة في قضية معتقلي الريف الذين ادعى أنه سيطلب العفو عنهم، وادعائه الدفاع بشراسة عن الصحافيين توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني، قبل أن يُسقطهما من جدول أعماله، واليوم يدعي البطولة بتبنّيه سحب مشروع القانون الجنائي المتضمن لمقتضيات تجريم الإثراء غير المشروع". ويرى بوانو، أن ما تقوم به "الحكومة الحالية في إطار ما تقوم به، ثُم تتبعه بالصمت والغياب عن النقاش العمومي، يعمق الاحتقان في الشارع، ويترك وزارة الداخلية تواجهه، وتحاول التخفيف منه، وتضطر إلى محاورة النقابات والتنسيقيات، ومحاولة إيجاد صيغ ومخارج لتقليل التوتر".
من جهته، محمد يتيم، الوزير الأسبق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، خاطب وهبي بالقول إن "تدبير العدالة والتنمية كان شعبيا وكلامكم أكبر دليل على شعبويتكم، لقد تركنا لكم إرثا ثقيلا من الاستقامة والنزاهة والتعفف عن المال العام وخدمة المواطنين، فعلا لن تقووا على السير عليه فكيف ننتظر معكم إصلاحا والله لا يصلح عمل المفسدين". وزاد يتيم، من خلال تدوينة له على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، أن "الشعب المغربي لن ينسى خطيئة نشأتكم الأصلية وأنكم خلقتم كي تكونوا أداة من أدوات التحكم، لكنكم فشلتم في ذلك فشلا ذريعا.. وكيف كان زعماؤكم يهددون ويتوعدون مخالفيهم". "قنعت أنت بوزارة لم يعد دورها يتجاوز تعهد البنايات وتدبير شؤون الموظفين الذين هددتهم بمعرفة جزئيات حياتهم ولون تقاشيرهم.. في تعبير مفضوح عن عقلية تسلطية وتحكمية" يردف يتيم، مشيرا أن مصطفى الرميد أعد خطة مفصلة لإصلاح العدالة استحق عليها تنويها ملكيا. في السياق ذاته، حمّل يتيم وزير العدل مسؤولية وفاة قيادي حزبي بالقول "سوء تدبيركم للانتخابات وخذلان مناضليكم سبب في إزهاق روح مناضل من مناضليكم"، في إشارة إلى عبد الوهاب بلفقيه الذي مات منتحرا بعد أن سحب منه وهبي تزكية "البام" للحصول على رئاسة جهة كلميم واد نون. إلى ذلك، زاد يتيم بأن وهبي عمل على ما وصفه ب"التواطؤ على إفساد الديمقراطية وقواعدها، بقاسم انتخابي لا مثيل له في الديمقراطيات الأصيلة"، خاتما تدوينته بالقول "الكل يعرف كيف جاءت بكم انتخابات الثامن من شتنبر، وكم أنفقتم على إفساد الانتخابات".