يقع حزب الأصالة والمعاصرة فريسة الانشقاق والتصدع الداخلي قبيل انعقاد المجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع الجاري بمدينة سلا، إذ انتشر في الساعات الماضية بلاغ غير موقع منسوب لأعضاء الحزب يحمل شعار "من أجل تصحيح المسار" ولم يعلن أصحاب البلاغ عن أسماءهم وصفاتهم داخل مكون الأصالة والمعاصرة. وفي حال إذا كان للحركة التصحيحة حضور فعلي سيظهر ذلك خلال الإجتماع المرتقب للمجلس الوطني. ويوجد الأمين العام العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف وهبي في مأزق حقيقي قبيل انعقاد الدورة، إذ سيكون أمام مقصلة المحاسبة التدبيرية وهو على رأس الحزب، إذ تحمله فعاليات من داخل الحزب على غرار ما تضمنته وثيقة "الحركة التصحيحة"، المسؤولية الكاملة في عدم نجاحه في تجسيد الرهانات الكبرى للمرحلة، من خلال التوفيق بين الالتزام الحكومي وبين الدفاع عن صورة الحزب وإشعاعه، والوفاء بما التزم به تجاه عموم الجماهير المغربية التي منحته ثقتها".
وتعتبر الوثيقة أن "الحزب يعيش ركودا لا يتناسب وحجمه ومواقعه التدبيرية ضمن الحكومة، البرلمان بغرفتيه، ومجالس الجهات والجماعات، والغرف المهنية، علاوة على تحديات متعاظمة تساءل وضعه التنظيمي، وأداءه السياسي، ومستقبله كفاعل رئيسي في مشهد سياسي بوأه المرتبة الثانية في آخر استحقاقات انتخابية مطلع الخريف الماضي".
وتطالب ذات المصادر، وهبي بتقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب، أو الاستقالة من منصبه الوزاري، "بعد أن أصبح عاجزا عن تبني مواقف الحزب، بمبرر اختلاف موقع المعارضة عن موقع المشاركة في الحكومة"، معتبرا أن "الموقع الحكومي ليس مبررا للانقلاب على مواقف الحزب وبرامجه بدعوى إكراهات التدبير الحكومي، وهو ما يفرض على الأمين العام أن يختار اليوم بين موقعه كأمين عام للحزب أو كوزير للعدل".
وبينما شهد الإجتماع الأسبوعي للحزب بمجلس النواب "فوضى" نتيجة ارتفاع منوسب الغضب نواب ونائبات الحزب من القيادة، لم يشفع حضور عبد اللطيف وهبي في تلطيف الأجواء وتهدئة الوضع، إذ أوضحت مصادر أن وهبي انتقد بشدة عدم التزام العديد من نواب الفريق بالحضور إلى المؤسسة التشريعية، سواء لأشغال الجلسات العمومية أو لأشغال اللجان البرلمانية، موجها غضبه إلى الذين يتغيبون دون عذر مقبول.
فيما أكدت مصادر أخرى دخول وهبي في ملاسنة مع النائب البرلماني عن دائرة السمارة، صالح الإدريسي، بسبب عدم وفاء القيادة باداء السومة الكرائية لمقر الحزب بالمدينة عينها، وعدم تأدية أجور إعلاميين يشتغلون لفائدة الحزب بإقليم السمارة.
وكانت رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، قد أعلنت عن تغيير مكان انعقاد الدورة السادسة والعشرين (26) للمجلس المرتقب عقده يوم السبت القادم يمدينة سبلا عوض الدارالبيضاء. وستغيب المنصوري عن أشغال الدورة نتيجة إصابتها بفيروس كورونا.