عادت جبهة "البوليساريو"، إلى الاستعانة بمنابرها الإعلامية، للدعوة إلى التهديد بأعمال تخريبية في مدن الصحراء المغربية، والتي يأتي أياما بعد دعوة وزراء التحالف الدولي ضد "داعش" إلى محاربة الحركات الانفصالية بالقارة الإفريقية، بسبب وجود صلات بينها وبين التنظيمات الإرهابية، وذلك خلال فعاليات "مؤتمر داعش" الذي احتضنته مدينة مراكش؛ وهو ما اعتبر مكسب جديد للمملكة المغربية. التهديد بأعمال تخريبية في مدن الصحراء المغربية، جاء على لسان محمد والي اعكيك القيادي في الجبهة البوليساريو، والذي اعتبر، بمثابة تصريح "تحريضي" الذي يهدف إلى خلق "الإرهاب" في المدن المغربية الجنوبية، بتحريض الشباب للقيام بأعمال إرهابية تحت مُسمى "تحرير الوطن" من الاستعمار المغربي، حسب زعمه.
وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي، محمد سالم عبد الفتاح، أن "تصريح القيادي في جبهة "البوليساريو" الأخير المتضمن لتهديدات صريحة بأعمال تخريبية في الصحراء، هو خطاب متطرف ودعوة واضحة لممارسة الإرهاب تدعم المطالب المشروعة بحظر تنظيم البوليساريو وتجريم الترويج لها، كما ستساهم في إدراج الجبهة الانفصالية، ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي.
وأضاف الخبير في شؤون الصحراء، أن "في النهاية ستصطدم دعاية البوليساريو المتطرفة بواقع الأمن والاستقرار في الصحراء بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووحدة وتماسك المجتمع وسلميته، لكنها قد تفضي ببعض الشباب المغرر بهم للوقوع فريسة لدعاية الجبهة التحريضية لينتهي بهم المطاف مسجونين في قضايا إرهاب وبأحكام سجنية مشددة، لتسارع القيادة الى المتاجرة بمعاناتهم ضمن حربها الحقوقية المزعومة، بعد أن تسببت في مأساتهم"، حسب تعبيره.
ويعد تصريح أعكيك، تحريضا مباشرا على تنفيذ عمليات إرهابية داخل تراب المملكة، ما يزكي ما أكده وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، خلال اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش، عند حديثه على وقوف الإنفصال والانفصاليين وراء العديد من الأحداث والعمليات الإرهابية في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل، وهو ما يتطلب محاربة الحركات الانفصالية كجزء من القضاء على الإرهاب.