من دون سابق إشارة، حل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مساء الأربعاء إلى الجزائر، في زيارة عمل لم ترشح تفاصيل كثيرة عنها، على الرغم من البلاغات الدبلوماسية "الروتينية" التي يتم تداولها، والتي لم تخرج هذه المرة عن محادثات ثنائية مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في إطار الدورة الثالثة للجنة التشاور السياسي بين الجانبين، بيد أن الأهداف الحقيقة للزيارة تبقى محل تأويلات كثيرة. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية بأن اجتماع هذه الآلية، سيكون اليوم الخميس، برئاسة الوزيرين وسيسمح "باستعراض العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وبحث آفاق تعزيزها، فضلا عن تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
في المقابل، تكثف الجزائر من نشاطها الدبلوماسي الذي يسبق القمة العربية المنتظر عقدها في الربع الأخير من هذا العام، في ظل خلافات في البيت العربي وانقسامات حول الصيغة المتوافقة بشأنها حول بروتوكول القمة، خاصة وأن الجزائر متشبتة بحضور الرئيس بشار الأسد إلى القمة، الأمر الذي يلقى معارضة من بعض الدول.
في المقابل ينفي الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، وجود أي خلاف بين القادة العرب من أجل تنظيم القمة العربية المقبلة في الجزائر، وأن بلاده تلقى الدعم والتشجيع.
هذا وتراهن الجزائر على دعم سياسي من الرياض لإنجاح القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر، ومشاركة العاهل السعودي فيها ماسيعطي زخم سياسي كبير للقمة.
إلى ذلك، أودرت تقارير إعلامية، أن السعودية تضطلع بدور مهم ومكانة في سلم الدبلوماسية لدى المغرب والجزائر، مايضعها في موقف المساهم ودور الوساطة في إنهاء الخلاف بين البلدين قبيل انعقاد القمة العربية التي يخيم عليه التوتر السياسي بين الجزائر والرباط.
يذكر أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون الأولى التي قادته إلى الرياض في فبراير2020، بعد انتخابه رئيسا للجمهورية نهاية عام 2019، قد أزالت فتورا ساد العلاقات بين البلدين، بعد أن رفضت الجزائر تصنيف "حزب الله" اللبناني تنظيما إرهابيا، منذ عام 2017.