دعا سفير المغرب بالبرتغال، عثمان باحنيني، البلدان الأوروبية إلى الخروج من منطقة الراحة وتبني موقف بناء من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مبرزا الدعم الدولي "واسع النطاق" للوحدة الترابية للمملكة.
وقال باحنيني، في حديث خص به المجلة البرتغالية "باييس إيكونوميكو" في عددها لشهر ماي، إن "دعم الوحدة الترابية للمغرب، ومن ثم مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المملكة قصد وضع حد للخلاف الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، يشكل محط مؤازرة واسعة النطاق، كما تشهد على ذلك التصريحات الرسمية والحديثة لعدد من الدول عبر العالم، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، بلدان الخليج العربي والقارة الإفريقية".
وأوضح الدبلوماسي المغربي أن هذه الدينامية انعكست، على الخصوص، من خلال الخيار السيادي لنحو ثلاثين بلدا فتحت تمثيليات دبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة المغربيتين، أكبر حاضرتين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مضيفا أن هذه "الدينامية الإيجابية ينبغي مواصلتها ودعمها من طرف أوروبا كتكتل".
وأكد أن "أوروبا تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى بيئة مستقرة ومزدهرة. ولهذا السبب، ينبغي عليها الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها، عبر تبني موقف أكثر إيجابية ودعم الاقتراح الوحيد الموثوق به والواقعي، أي مخطط الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب"، مسلطا الضوء على الدور الهام الذي يمكن للبلدان الجارة الاضطلاع به، على غرار البرتغال، قصد المساهمة في تسوية هذا الخلاف الذي طال أمده.
وبخصوص العلاقات القائمة بين الرباط ولشبونة، وصفها باحنيني بأنها "تاريخية، ودية وكثيفة"، موضحا أن الصلات القائمة بين البلدين "مدعوة إلى أن تتطور وتتعزز أكثر فأكثر خلال السنوات القادمة".
وقال إن طموح المغرب يتمثل في الارتقاء بالعلاقات التي تجمعه مع البرتغال إلى مستوى علاقات "إستراتيجية مرجعية"، مؤكدا أن البلدين تحدوهما الرغبة في منح العلاقات الثنائية "زخما يتناسب مع الطموحات المشتركة، من خلال استكشاف فرص جديدة تحفز إحداث أوجه للتآزر من حيث سلاسل القيمة، تعزيز الاستثمارات والتعاون الثلاثي".
وفي هذا السياق، سجل الدبلوماسي المغربي أن الاجتماع رفيع المستوى المقبل بين المغرب والبرتغال، ينبغي أن يؤكد على "البعد الاستثنائي الذي يرغب المغرب في إضفاءه على علاقته بالبرتغال، من خلال الارتقاء بالشراكة القائمة بين البلدين إلى مستوى شراكة إستراتيجية، مع طموح جعل هذا البلد من بين أفضل 10 شركاء اقتصاديين وتجاريين له".
وبعد تسليط الضوء على "النمو الملحوظ" للعلاقات الاقتصادية القائمة بين المغرب والبرتغال في السنوات الأخيرة، ذكر باحنيني بأن المغرب أضحى أول زبون للبرتغال من خارج أوروبا والولاياتالمتحدة، متقدما بذلك على الصين وأنغولا، والشريك التجاري الأول للبرتغال في العالم العربي وإفريقيا.
وعلى الجانب المغربي -يضيف السفير- شهدت الصادرات إلى البرتغال، أيضا، زيادة نوعية تجاوزت نسبتها 30 بالمائة في العام 2021، مضيفا أنه على مستوى الاستثمارات، فإن المملكة تجتذب المزيد والمزيد من الاهتمام من قبل المقاولات البرتغالية الكبرى، والتي نفذت بعضها استثمارات كبرى مؤخرا في قطاع السيارات (سيمولديس)، الطاقات المتجددة (فوزيونفيول) وفي الصناعة المائية (ميديتيرانين أكوافارم).
وأشار السفير إلى أن هذه الدينامية ينبغي أن تستمر في تعزيز "الإمكانيات الهائلة للتكامل الاقتصادي" في عدة مجالات، لافتا إلى أن إحداث المجلس الاقتصادي المغربي-البرتغالي في نونبر الماضي، والذي تتمثل مهمته في تحفيز الاستثمار المتبادل والشراكة والتعاون وتعزيز المبادلات التجارية، يندرج في سياق هذه الرؤية لتعزيز العلاقات الاقتصادية.