احتضن المجلس البلدي لمايا (منطقة بورتو)، أول أمس الخميس ندوة حول موضوع “العلاقات المقاولاتية البرتغالية المغربية : شراكة استراتيجية”. وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب بالبرتغال عثمان باحنيني الأهمية التي يكتسيها هذا النوع من العلاقات ذات الطابع الاقتصادي التي تترجم الإرادة القوية التي تحذوا الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين في “بث دينامية جديدة في العلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين حتى تكون في مستوى العلاقات السياسية الصادقة والممتازة”. وأضاف أن المغرب والبرتغال وعلى مدى تاريخهما المشترك بنيا علاقة متينة ترتكز على أساس التفاهم والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، مسجلا كثافة وتنوع هذه العلاقات وكذلك آليات التشاور التي تم وضعها، خاصة الاجتماعات رفيعة المستوى. ووعيا بالأفاق الواعدة لعلاقاتهما ، أطلق المغرب والبرتغال، يضيف السيد باحنيني مشاريع مهيكلة ذات انعكاسات اقتصادية قوية ، مشيرا إلى مشروع الربط الكهربائي الجاري إنجازه والمحادثات حول إنشاء خط بحري بين طنجة والدار البيضاء بورتيماو، والذي يبرره أكثر فأكثر التدفق المتزايد للمبادلات التجارية المسجلة طيلة السنوات الأخيرة ، مع النمو المسجل في حركة النقل الطرقي للسلع”. وأشار في هذا السياق، إلى التوقيع بين البلدين لمذكرة تفاهم تتعلق بتطوير علاقات ثلاثية الأطراف المغرب –البرتغال-البلدان الإفريقية و” التي ستفتح لنا آفاقا جديدة للعمل سويا في مناطق من قبيل إفريقيا الغربية وإفريقيا الناطقة بالبرتغالية ، حيث مجالات خبرتنا يمكن أن تتظافر من أجل إنجاز استثمارات وولوج أسواق جديدة”. وأبرز الدبلوماسي من جهة أخرى، الإرادة القوية للمغرب في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى متميز وأن السلطات المغربية لن تدخر جهدا من أجل تسهيل الاستثمارات البرتغالية بالمغرب و تحسين مناخ الأعمال. وأكد أن عقد هذه الندوة سيكون له تأثير أكيد على التعاون الثنائي وخلق التقائية أكثر قوة بين بلدينا والاستفادة بشكل أمثل من إمكاناتنا”، مشيدا بالدور الهام الذي تضطلع به غرفة التجارة والصناعة في هذا الإطار. من جانبه ، ذكر رئيس غرفة التجارة والصناعة البرتغالية المغربية في البرتغال توفيق ركيبي، في مداخلته بالتغيرات التي سيواجهها الفاعلون الاقتصاديون في السنوات القادمة والتكنولوجيات الحديثة ، خاصة ما يتعلق بالتحديات التي تفرضها عولمة المبادلات والتكنولوجيات الحديثة وتنافسية وجاذبية المناطق الجديدة الصاعدة. وبخصوص الرهانات المشتركة ، أبرز العوامل التي تشجع التعاون البرتغالي-المغربي، مشيرا على الخصوص العلاقات السياسية الممتازة والقرب الجغرافي والعرض في النقل الجوي والطرقي والبحري ، إلى جانب تطور المبادلات والاستثمارات . في هذا السياق، ابرز السيد ركيبي التطور الإيجابي لحجم المبادلات التجارية التي تناهز مليار أورو ، وكذلك عدد المقاولات البرتغالية المتواجدة في المغرب التي تقارب 300 مقاولة (مقابل عشرات منذ عشرين سنة). وأشار، من جهة أخرى ، للفرص التي تتيحها المقاولات في كلا البلدين خاصة في إطار المخططات التنموية للمملكة في مجال الصناعة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة والتكنولوجيات والمعلوميات والأنشطة المتربطة بالتنمية المستدامة. ولم يفت السيد ركيبي إبراز “الفرص المتاحة في الأسواق الإفريقية والأمريكية و التي يمكن استغلالها على أساس الالتقائية التي قد تتحقق في إطار تعاون ثلاثي الأطراف”. من جانبها، قدمت سارة معتوق ممثلة طنجة ميد لمحة عن هذ المنطقة التي تشكل أول أرضية صناعية متكاملة في إفريقيا وفي المتوسط. وأضافت أن طنجة-ميد يرتبط ب 186 ميناء في 77 بلدا و في 5 قارات، مبرزا التحفيزات الجبائية المتعددة التي تتيحها هذه المنصة. أما عائشة حجام عن مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية فقد ذكرت بمختلف الخدمات والأنشطة التي أنجزتها المجموعة البنكية. وأوضحت أن هذا البنك له حضور قوي على الصعيد الدولي في العديد من البلدان، خاصة في إفريقيا وأوروبا وأمريكا والصين. 1. وسوم