منذ إرسال بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، رسالة إلى الملك المغربي محمد السادس وإعلانه فيها عن دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي للصحراء الذي يقدمه المغرب كحل واقعي لإنهاء النزاع، أصبحت العلاقة بين الجزائر وإسبانيا متذبذبة. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "بيزنيز إنسايدر" المتخصصة في أخبار الاقتصاد، أن تدفقات الغاز الجزائري على إسبانيا تراجع بنسبة 20,2 في المائة، مقارنة بما كان عليه الوضع في الشهور الماضية، وذلك استنادا على بيانات تم إصدارها يوم الأربعاء المُنصرم.
وقال المنبر الإعلامي ذاته إن تراجع تدفق الغاز الجزائري على إسبانيا، يرجع أساسا إلى موقف مدريد الجديد من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لإنهاء النزاع، لأنها فيما قبل كانت عادية، ولم يسبق لها أن شهدت مِقدار هذا التراجع.
غير أن الصحيفة لم تكشف بالضبط عن من قرّر أولا تراجع نسب إمدادات الغاز، هل هي الجزائر هي من قامت بتقليص حجم تدفقاتها اليومي، أم أن إسبانيا هي من قررت تقليص اعتمادها على الغاز الجزائري، وذلك اعتمادا على مُعطى مهم، يتعلق بأن هذا التراجع يأتي تزامنا مع زيادة إسبانيا اعتمادها على الغاز الأمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر توقفت عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المغرب، في نهاية أكتوبر الماضي، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشأن قضية الصحراء المغربية.
إلى ذلك، كانت إسبانيا قد أكدت في وقت سابق أن الغاز الذي ستنقله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر، التي هددت بفسخ عقدها مع مدريد إذا ما أعادت تصدير الغاز المستورد منها إلى طرف ثالث، في إشارة إلى المغرب.