يعرف ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية، تطورات متسارعة على مستوى المواقف عززت المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء، فيما ينتظر أن يتعزز بمواقف جديدة، التي يمكن أن تنهي هذا الهدر الكبير للزمن السياسي في المنطقة والمعرقل للوحدة المغاربية، هي تلك المتعلقة بأطراف الملف وهم الجزائروموريتانيا، هذه الأخيرة التي أشارت مصادر موريتانية، أنها تستعد لتحول تاريخي في موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية. فبعد الموقف الإسباني بدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء، تجدد الحديث في نواكشوط حول دواعي الإحتفاظ الرسمي بموقف الحياد فى ملف الصحراء المغربية، رغم التحولات وتغير مواقف الدول الكبرى فى العالم من ذلك الملف.
سؤال يطرحه اليوم بعض الباحثين، مافائدة احتفاظ حكومة نواكشوط من تخزين موقف الحياد مدة ثلاثة وأربعين عاما، خاصة أن إشكالية التعاطي الموريتاني مع قضية الصحراء هي استمرار لظل اللبس والغموض والمأزق النظري والسياسي والجيوستراتيجي المحاط بهذا التعاطي، الذي يصفه البعض بالموالي للمغرب، وينعته آخرون بالموالي للجزائر وجبهة البوليساريو، ناهيك عمَّا "تتمسك به السلطات الرسمية الموريتانية من التزام الحياد بين مختلف أطراف القضية".
وحسب ما نشره موقع "أنباء أنفو" الموريتاني، فإن حياد نواكشوط في قضية الصحراء، لم ينفع فى تقريب وجهات نظر المتنازعين ولم يفلح ولو مرة واحدة فى جمع طرفي النزاع الجزائر والمغرب على طاولة واحدة ..!؟.
وأضاف المصدر، أنه منذ حوالي عامين تقرييا، قال رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ، "إن موقف الحياد الإيجابي من نزاع الصحراء الذي تبنته بلاده ليس قابلا للتغيير لأنه -حسب قوله- من ثوابت السياسية الخارجية للبلد" .
وأوضح المصدر ذاته، أنه موقف مشابه أعلن عنه شهر يونيو الماضي رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أكد فيه" أن موقف بلاده المتمثل فى الحياد من ملف الصحراء لن يتغير في المستقبل" لكن سانشيز، نفسه خرج منتصف الشهر الماضي ليعلن في رسالة بعثها إلى الملك محمد السادس، أن "إسبانيا تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".
وأشار المصدر ذاته، إلى أنه "سؤال يطرح نفسه اليوم، ماذا تنتظر موريتانيا حتى تحذو حذو إسبانيا ولو بطريقة تجنبها الإستنساخ الحرفي للموقف الإسباني نظرا إلى الإختلاف القائم فى المعطيات والظروف، وحتى التوازنات الإقليمية التي تحكم البلدين؟".
المخاوف الأمنية التى كانت تمنع حكومات موريتانيا السابقة لم تعد موجودة بعد أن شددت المملكة قبضتها على صحرائها وحذفت المنطقة العازلة للكركرات "قندهار شمال إفريقيا، وكذلك فإن الجيش الموريتاني عزز عتاده ورفع من نسبة فاعليته في السنوات الأخيرة.
وتنمية الصحراء المغربية التي ستعرف قريبا إعلان الانتهاء من أشغال بناء الطريق السريع "تيزنيتالداخلة" وميناء الداخلة الاطلسي، ستنعكس إيجابا على موريتانيا التي تطمح إلى ربط اقتصادها بقطار تنموي يتقدم بوتيرة سريعة.