لا تزال الانتقادات المُوجّهة إلى مسلسل "فتح الأندلس" تتزايد بين رُواد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ اليوم الأول من عرضه على "القناة الأولى" المغربية، بالإضافة إلى عدد من القنوات العربية؛ إذ وصل الأمر إلى المطالبة برحيل المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية إضافة إلى انتشار هاشتاغ "أوقفوا مسلسل فتح الأندلس" وهاشتاغ "نلتمس من ملكنا حماية تراثنا". وباشر رواد الفضاء الرقمي، برصد جُملة من المشاهد التي تحمل ما اعتبروه "أخطاء تاريخية فادحة تشوه وتطمس تاريخ المغاربة"، من قبيل ظهور قنينة ماء معدني، وهو المشهد الذي اقتطفت منه صورة وانتشرت كالنار على الهشيم. وإضافة إلى ذلك، انتقد الرُواد عبر حساباتهم الخاصة، وكذا في عدد من المجموعات على موقع "الفيسبوك" ظهور فاكهة الأناناس في المسلسل، الشيء الذي علّق عليه أحد النشطاء بالقول: "يذكر أن كتب التاريخ قد وثقت أن كريستوف كولومبوس هو من اكتشف فاكهة الأناناس في جزيرة غوادالوبي سنة 1493 وكتب عنها وعن طعمها، لكن على ما يبدو أن صناع مسلسل طارق ابن زياد، لهم رأي آخر حيث سنكتشف أن الكونت جوليان قد قدمها لضيفيه طارق بن زياد ثمانية قرون قبل اكتشافها في الكراييب". وفي السياق ذاته، كتب ناشط آخر على حسابه الشخصي، أن "مسلسل فتح الأندلس للمخرج محمد العنزي، اقتنته القناة الأولى المغربية من المال العام، ولكنه لا يولي أهمية للتراث المغربي، و للحقيقة التاريخية للبطل، ولم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطي تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي، إذ تقدمه على أنه "بطل عربي"، مشيرا إلى أن "البحر ورائكم و العدو أمامكم لم يقلها طارق إبن زياد". وقد رُصدت للمسلسل ميزانية تقدر 3 ملايين دولار، وتم تصويره بين مدينتي ماردين وبيروت، من إنتاج كويتي، الشيء الذي أدى إلى زيادة حّدة الانتقادات تجاهه، حيث قيل إنه "أُنتج خارج المغرب، ومن دون مشاركة المغاربة في التأليف ومن دون استشارة المؤرخين لتدقيق التفاصيل". وشارك في مسلسل "فتح الأندلس"، عدد من الممثلين العرب، من قبيل سهيل جباعي، الممثل السوري المُجسد لشخصية طارق بن زياد، رفيق علي أحمد، الممثل اللبناني المُجسد لدور موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم في شخصية أبو بصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني تيسير إدريس في شخصية لوذريق حاكم طليطلة.