قال رشيد لزرق الباحث المختص في الشأن الحزبي، أن حكومة العثماني ستتشكل بأقطاب اقتصادية واجتماعية ودولية، مبرزا في الوقت ذاته أن دخول الاتحاد الاشتراكي فرضه سعي المغرب للدبلوماسية الهجومية، كما أنه سيسفر عن تواجد قطبين، الأول قطب حداثي والثاني قطب محافظ. وكان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف، قد بدا متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة بعد حالة "البلوكاج" التي استمرت لأشهر وأطاحت بعبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حيث اختصر الوضع السياسي الراهن في الجملة التالية : "أعتقد أن الحكومة ستتشكل بسرعة". ويبدو أن العثماني قد تجاوز عقبة "الاتحاد الاشتراكي"، بقبول دخول رفاق إدريس لشكر في الحكومة، بعد "انشقاقه" عن التحالف الرباعي الذي كان يتزعمه عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وبالتالي لن تخرج حكومة العثماني عن أحزاب "الأحرار" و"الاتحاد الدستوري" و"التقدم والاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي" و"الحركة الشعبية" بالإضافة إلى الحزب المتصدر للانتخابات "العدالة والتنمية"، ليحصل بذلك سعد الدين العثماني على أغلبية مريحة. وأوضح المحلل السياسي في حديثه ل"الأيام24"، أن دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة يفرضه سعي المغرب للدبلوماسية الهجومية على اعتبار أن الدول التي لازالت تعترف بالكيان الوهمي "البوليساريو"، هي دول تحكمها أحزاب اشتراكية، لهذا يؤكد لزرق، أن دور رفاق لشكر مهم في هذه الحالة لأنه يخدم الأجندة الهجومية سواء داخل أفريقيا أو أمريكا اللاتينية. وفي السياق ذاته، اعتبر لزرق، أن لجوء محمد العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لمصطلح "صلح الحديبية"، جاء بإيعاز من أحمد الريسوني الذي يلعب الآن دور المرشد، مشيرا أن استعمال المعني بالأمر لهذا المصطلح، في تدوينة له على صفحته في موقع "فيسبوك"، استعمال خطير لما يحمله من مدلول في المخيل الجماعي والذي يقوم على أساس أنهم يمثلون الإسلام والباقي يمثلون مجتمع "قريش الجاهلي"، في تصوير تنازلهم وقبولهم بالاتحاد الاشتراكي كحليف في الحكومة المقبلة. وبالتالي فهذا التعبير"صلح الحديبية" ، وفق ذات المحلل السياسي، هو تعبير خطير يقسم أبناء الوطن الواحد على أساس ديني، حزب إسلامي وأحزاب كافرة وليس حداثية، كما أنه تم قبل ذلك استعمال مصطلح " بن عرفة" رمز الخيانة الوطنية.