أثارت التدوينة، التي نشرها النائب الثاني للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، والتي لمح فيها إلى أن القبول بدخول الاتحاد الاشتراكي، كناية بواقعة "صلح الحديبية"، (أثارت) موجة من السخرية، والانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت عددا من الناشطين في الفضاء الأزرق إلى التهكم على كلام المسؤول على "إعلام البيجيدي". وكتب المعتقل السلفي السابق، محمد أبو حفص رفيقي، تدوينة قال فيها: إن التمثيل بقصة الحديبية، واستدعاء المصطلحات، والتراث الديني في صراع سياسي تنافسي بين أبناء وطن واحد، مدعاة من الحركة، والحزب لبذل جهود أكبر في سبيل ترسيخ ثقافة التمييز داخليا قبل تسويقها خارجيا..". وعلى الرغم من إقرار أبو حفص بأن العدالة والتنمية بذل جهدا في الفصل والتمييز بين ما هو ديني، وسياسي، وهو ما اعتبره متقدما على تجارب الحركات الإسلامية، بما فيها التونسية، إلا أنه عاد إلى القول: "إن هذا المسلك ليس بمستوعب عند كل القيادات والقواعد.. وأنه لابد من جهود داخلية ليصير الإيمان بذلك عقيدة حزبية". أما الباحث في العلوم السياسية، عمر الشرقاوي فاختار لغة ساخرة للتفاعل مع تدوينة العمراني، حيث كتب في تدوينة فيسبوكية :"أنا ما عندي مشكل مع تشبيه نائب الأمين العام للبيجيدي سليمان العمراني للتحالف بصلح الحديبية"، مضيفا "عندي مشكل واحد شكون غادي يمثل دور بديل بن ورقاء، والحليس بن علقمة، ومكرز بن حفص، تنظن راه باين سهيل بنعمرو اللي غادي يوقع بلا ما نقولو". وكان العمراني قد حاول، مساء أمس الخميس، تبرير الأخبار الرائجة عن قرار للأمانة العامة للبيجيدي بقبول الاتحاد الاشتراكي ضمن التشكيلة الحكومية المقبلة، وذلك عبر استحضاره لسياق السيرة النبوية، والصلح، الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية. وكتب العمراني في تدوينة على فيسبوك أن "إرادة الشعب المغربي يوم 7 أكتوبر، وتوجه المجلس الوطني يوم 19 مارس الجاري أن نرأس الحكومة لا أن نكون في موقع آخر ما لم يكن جلب المصلحة، ودرء المفسدة مرجوحا لا راجحا". وأضاف أن "الطريق إلى ذلك يقتضي إحسان التقدير بحسن قراءة السياقات والمالات، والاعتبار بما وقع في محيطنا الإقليمي قبل 3 سنوات، بإعمال القواعد الشرعية في بناء التحالفات"، ومنها يضيف العمراني- " قول ابن عقيل" السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه وسلم، أو نزل به وحي". العمراني ختم تدوينته ب"استدعاء حديث حلف الفضول في الجاهلية، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "لقد شهدت مع عمومتي في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت"، ثم دروس صلح الحديبية".