أثارت تدوينة نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، ضجة على « فيسبوك » بعد أن طالب من خلالها باستحضار واقعة « صلح الحديبية » في مسار تشكيل الحكومة بقيادة سعد الدين العثماني الذي كلفه، قبل حوالي أسبوع، الملك محمد السادس للقيام بهذه المهمة خلفا لعبد الإله بنكيران. وكتبت عضوة المكتب السياسي بحزب الأصالة والمعاصرة، سهيلة الريكي، في تعليق على تدوينة « صلح الحديبية »: « تبين لي أن العثماني كان عنده « أفق استراتيجي » عندما قسم العالم إلى دار حرب ودار سلم، وهو ما سار على نهجه العمراني عندما دعا إلى صلح الحديبية بين الدارين، لدى التحالف مع لشكر واخنوش والعنصر وساجد وبنعبدالله ». وتابعت الريكي أن ما كتبه العمراني يحتاج « لبوجادي ثالث يوضح من يمثل معسكر المسلمين ومن يمثل قريش من هذه الأحزاب؟ إنهم يتبعون دينا جديدا فماذا نحن فاعلون؟ ». من جهته، كشف الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب ب « أبو حفص » أنه « لابد من الإقرار بأن حركة التوحيد والإصلاح ومعها حزب العدالة والتنمية قد بذلا جهدا في الفصل أو التمييز بين ما هو ديني وسياسي، وأن تجربتهما تعتبر متقدمة على ما سواها من تجارب الحركات الإسلامية بما في ذلك التجربة التونسية….. »، قبل أن يضيف: « لكن من الواضح أن هذا المسلك ليس بمستوعب عند كل القيادات والقواعد…. وأنه لابد من جهود داخلية ليصير الإيمان بذلك عقيدة حزبية…. ». واعتبر أبو حفص أن « التمثيل بقصة الحديبية واستدعاء المصطلحات والتراث الديني في صراع سياسي تنافسي بين أبناء وطن واحد مدعاة من الحركة والحزب لبذل جهود أكبر في سبيل ترسيخ ثقافة التمييز داخليا قبل تسويقها خارجيا.. »، وفق تعبيره. وحول نفس الموضوع، كتبت الإعلامية خولة الجيفري في تدوينة على الفضاء الأزرق: « الصلح بين المسلمين ( البيجيدي ) وكفار قريش (الاتحاد الاشتراكي ) ، بعدما قامت قبائل المغرب غير المسلمة ( الاتحاد ) التي سيطرت على المغرب ومنعت أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ( البيجيدي ) من أداء مناسك المشاورات »، مشيرة أنه » بالرغم من أنهم جاؤوا إليها دون سلاح.. وتم تعسيرها و بالتالي حدث البلوكاج الذي أدى الى اعفاء خليفة المسلمين ابن كيران واستبداله بالخليفة سعد الدين العثماني ». واعتبرت الإعلامية ذاتها بنبرة ساخرة أن « المهم في اخر هاد صلح الحديبية كولشي داز بخير و نجحت المشاورات و ثم تشكيل الحكومة باذن الله و رعايته بوجود الاتحاد و البيجيدي و باقي الرفاق و الاصحاب، و تم توزيع الحقائب في انتظار الاعلان الرسمي في أبواق سوق المدينة ».