تعتبر استطلاعات الرأي مرآة لانعكاس توجهات المغاربة، وأداة لكشف ما يدور في عقلهم، ومعرفة التحولات الطارئة في قيمهم وأفكارهم وتصوراتهم حول القضايا المرتبطة بالوطن. من هذا المنطلق، تنفرد أسبوعية "الأيام" في عددها الجديد )تجدونه غدا الخميس 17 مارس 2022 في الأكشاك(، بنشر نتائج دراسة استطلاعية مثيرة أنجزها المعهد المغربي لتحليل السياسات، تحت عنوان "مؤشر الثقة 2022″، والتي تنتصر لفكرة سائدة، وهي ارتفاع ثقة المغاربة في الجيش والشرطة والأسرة النووية.
الجيش والشرطة
تتمتع المؤسسات السيادية غير المنتخبة بمستويات عالية من الثقة بالمقارنة بالمؤسسات المنتخبة؛ فبالنسبة للمواطنين المغاربة تحظى الشرطة والجيش بأعلى مستوى من الثقة، حيث تبلغ نسبة الثقة 95 في المائة في القوات المسلحة (79 في المائة يثقون تماما و16 في المائة يثقون إلى حد ما) (مقارنة ب 89 في المائة العام الماضي)، بينما تصل نسبة الثقة في الشرطة إلى 92 في المائة (65 في المائة يثقون تماما و27 في المائة يثقون إلى حد ما) مقارنة ب 86 في المائة العام الماضي.
العائلة والآخر
تعتبر الثقة الاجتماعية هي أساس العلاقات بين الأفراد والجماعات وباقي مكونات المجتمع، كما أنها محدد رئيسي للتنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ورفاه الأفراد، لكن هذا النوع من الثقة لدى المغاربة يبقى محيرا للغاية، ففي الوقت الذي يثق جل المغاربة (نحو 91 في المائة) في الأسرة النووية وهي مسألة طبيعية ومفهومة، نجد أن ثقتهم تتقلص إلى 47 في المائة عندما يتعلق الأمر بالعائلة الممتدة، كما تنخفض إلى 37 في المائة بالنسبة للأشخاص الذين يلتقون بهم لأول مرة (41 في المائة لا يثقون بتاتا و22 في المائة لا يثقون).
مفاجأة.. الحكومة والأحزاب
أما النتيجة الأبرز للدراسة الاستطلاعية فهي الارتفاع المفاجئ في مستوى الثقة بالأحزاب السياسية والبرلمان، حيث أنه في سنة 2022 كان أكثر من نصف المستطلعين يثقون في البرلمان والأحزاب السياسية، مقابل 30 في المائة و26 في المائة على التوالي في سنة 2021 و2020.
نتائج ومعطيات أخرى هامة تناولتها الدراسة حول الرشوة والقضاء والثقة في التعليم العمومي والخصوصي، تقرؤونها في أسبوعية "الأيام" الصادرة غدا الخميس 17 مارس 2022.