أكدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ليل الأربعاء الخميس الحكم الابتدائي بسجن الصحافي سليمان الريسوني، المعتقل منذ العام 2020، خمسة أعوام بتهمة "اعتداء جنسي" ضد شاب، في قضية أثارت اهتماما واسعا ومطالب بالإفراج عنه. وخلال المحاكمة جدد الريسوني (49 عاما) التأكيد على براءته وعلى "تناقضات" المشتكي، معتبرا أن محاكمته "سياسية"، بينما جدد الأخير تشبثه بروايته.
واعتبر ميلود قنديل محامي الدفاع عن الريسوني أن الحكم "دليل على إرادة الانتقام من الريسوني، نحن محبطون جدا فقد كنا ننتظر أن تتم تبرئته بالنظر إلى كل الاختلالات التي عرضت أمام المحكمة طيلة المحاكمة".
وقرر الدفاع التقدم بطعن لدى محكمة النقض، وهي آخر مراحل التقاضي.
في المقابل أعربت محامية المشتكي عائشة كلاع عن عدم رضاها عن الحكم "الذي أكد نفس مبلغ التعويض عن الضرر للضحية، وهو مبلغ لا يمكن أن ينصف شخصا تعرض لاعتداء جنسي".
وكان دفاع الطرف المدني قد التمس من المحكمة تأكيد إدانة الريسوني، ورفع قيمة التعويض عن الضرر لفائدة المشتكي. اعتقل الريسوني، الذي عمل رئيسا لتحرير صحيفة "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور، في ماي 2020 إثر نشر المشتكي، وهو ناشط في الدفاع عن حقوق مثليي الجنس، تدوينة على فيسبوك يتهمه فيها بالاعتداء عليه جنسيا.
وقررت النيابة العامة تبعا لذلك ملاحقته بتهمة "هتك عرض شخص باستعمال العنف والاحتجاز"، بعدما تم الاستماع للمشتكي.
وجاء اعتقاله بعد عامين على اعتقال ناشر هذه الصحيفة توفيق بوعشرين الذي يقضي عقوبة بالسجن 15 عاما لإدانته في قضية "اعتداءات جنسية" في حق ثمانية ضحايا. وهي تهم ظل ينكرها معتبرا محاكمته "سياسية".
كما سبق أن أدينت الصحافية سابقا في نفس الصحيفة هاجر الريسوني، وهي قريبة سليمان، العام 2018 بالسجن عاما بتهمة الإجهاض وإقامة علاقة غير شرعية، في قضية أثارت ضجة كبيرة قبل أن يتم الإفراج عنها بموجب عفو ملكي.
ووصف متضامنون معه هذا الحكم "بكونه انتقاميا"، في حين تؤكد السلطات على استقلالية القضاء وسلامة إجراءات المحاكمة، مشددة على أن القضية تتعلق بتهم جنائية لا علاقة لها بحرية التعبير. وعلى إثر عدة مناشدات من المتضامنين معه في المغرب وخارجه أوقف الريسوني إضرابه عن الطعام ونقل إلى المستشفى، وبدا بصحة أفضل عندما ظهر في أولى جلسات محاكمته أمام الاستئناف في أكتوبر.