يبدو أن ملف الغاز الذي يربط الجزائر بإسبانيا، وإغلاق الأنبوب المار من المغرب، لن يجد نهاية له في الوقت الحالي، حيث كشفت مصادر إسبانية، أنه لم يتم ضمان الشحنات اللازمة بالكامل عبر خط أنبوب "ميدغاز" الذي يربط البلدين، وأمام هذا الوضع، لجأت الحكومة الإسبانية إلى موردي الغاز الطبيعي المسال (LNG). ونقلت صحيفة "Investing"، الإسبانية، اليوم الثلاثاء، عن أنطونيو لالاردين ، رئيس شركة "إيناغاز"، المسؤولة عن صيانة وتطوير البنية التحتية للغاز في إسبانيا، "تأكيده عن زيادة حادة في عقود نقل الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا. وسجل وصول 145 سفينة مملوءة بالغاز الطبيعي المسال منذ نونبر 2021 إلى الموانئ الإسبانية مقابل 86 خلال فصل الشتاء لعام 2020.
وأوضح المسؤول الإسباني، أن سوق الغاز سيكون قادرًا على الاستجابة للشكوك الحالية حول الإمداد إلى أوروبا بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، وأشار إلى أن الوضع في حالة إسبانيا فإن الوضع أفضل مما هو عليه في أوروبا بسبب قدرتها على إعادة تحويل الغاز إلى غاز وتخزينه في المصانع.
وأوضح لالاردين، خلال مؤتمر صحفي عرض فيه نتائج الشركة لعام 2021، أن "إيناغاز" ، بالتنسيق مع الحكومة الإسبانية ، اعتمدت جميع التدابير الممكنة لضمان العرض والتكيف مع الوضع في عام 2021 ، الذي يتميز بارتفاع الطلب على الغاز و أسعار عالية.
ولفت لالاردين، أنه في عام 2021 ، وصل الغاز الطبيعي من 14 دولة مختلفة وفي يناير 2022 من إحدى عشرة دولة، معتبرا أن المورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا ، وعلى الرغم من إغلاق خط أنابيب الغاز بين المغرب العربي وأوروبا ، فقد توصلت مدريد في عام 2021 ، من الغاز الجزائري بما نسبته 42.7٪ ؛ تليها الولاياتالمتحدة بنسبة 14.4٪ ونيجيريا بنسبة 11.4٪.
تصريحات المسؤول الإسباني، تأتي في خضم ما نشرته تقارير محلية، من كون صادرات الولاياتالمتحدةالأمريكية، من الغاز الطبيعي المسال (LNG)، التي نقلت عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال في يناير الماضي غطت 34.6٪ من احتياجات إسبانيا، لتصبح بذلك المورد الرئيسي لها بهذه المادة الحيوية. علما أن الجزائر كانت قبل 31 أكتوبر الماضي، تاريخ إيقافها الاعتماد على الخط المار عبر المغرب، هي المورد الأول لإسبانيا.
وفي 31 أكتوبر الماضي، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، الذي انتهى في نونبر.
وحتى أكتوبر الماضي، تزود الجزائر إسبانيا بالغاز عبر أنبوبي غاز، الأول أنبوب "المغرب العربي – أوروبا" وصولا إلى جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) ودخل الخدمة عام 1996.
أما الخط الثاني المعروف ب"ميدغاز"، فيمر مباشرة من بلدة "بني صاف" الجزائرية، إلى ألميريا الإسبانية، وجرى تدشينه عام 2011، بطاقة نقل تقدر ب 8 مليارات متر مكعب سنويا.