في تطورات مستمرة بخصوص التحقيق المتواصل من طرف السلطات الإسبانية حول دخول إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية لبلادها من أجل الاستشفاء بهوية مزورة. وثيقة مسربة خاصة بجهاز الإسعاف الذي نقل زعيم البوليساريو من مطار القاعدة الجوية بسرقسطة إلى مستشفى "سان بيدرو دي لوغرونيو" في 18 أبريل 2021، كشفت أن إبراهيم غالي تم تسجيله باسم "محمد أبديلال" عند وصوله إلى مطار سرقسطة عبر طائرة خاصة، وهو نفس الاسم تضمنته التقارير الطبية للمستشفى الجزائري التي حملها مرافقو غالي لدى وصولهم إلى إسبانيا.
"الفضيحة الثانية" بعد وصول غالي إلى المستشفى هوية مزيفة أخرى واسم جديد هو "محمد بن بطوش"، وهو نفس الاسم الذي اشتهر به أثناء تفجر قضيه إعلاميا.
وكشفت التحقيقات الجارية والتي شملت أيضا العاملين الصحيين الذين عالجوا غالي، اعترفوا خلال التحقيق معهم أن شخصا يرتدي زي سلاح الجو يرجح أن تكون رتبته ضابط وشخص آخر بملابس مدنية كان يوجه الجندي وينسق عملية نقل زعيم البوليساريو من الطائرة إلى المستشفى.
وأكدت وكالة الأنباء الاسبانية "أوروبا بريس" في تقرير حول التحقيقات، أن إبراهيم غالي كان رفقة ابنه وطبيب هذا الأخير قدم هو أيضا هوية مزورة باسم شخص يدعى محمد الصغير نقاش، توفى سنة 2010 سبق وأن تقلد في فترات متقطعة مهام وزارية وزير الصحة للشؤون الاجتماعية في الجزائر سنوات 1962 و1965، ولم تظهر الهوية الحقيقية للطبيب المذكور إلا في رحلة العودة من إسبانيا، واسمه الحقيقي عتبة محمد لامين.
اقرأ أيضا: التحقيق في هوية غالي المزيفة.. مسؤول كبير في الشرطة الاسبانية: علمت بدخوله من الصحافة
ويشرف على عملية التحقيق رئيس محكمة التحقيق في مدينة سرقسطة القاضي رافائيل لاسالا، للوصول إلى جريمة التوثيق المزور عند وصول غالي لإسبانيا، فيما أثبت الشهود والمدعى عليهم الذين أعلنوا حتى الآن أنهم لم يجتازوا الرقابة الجمركية في مطار سرقسطة لأنه لم يكن شرطا أساسيا، ومع ذلك تصر الاتهامات على أنها كانت دخولا خفيا، ويتم البحث لمحاولة معرفة الأشخاص في الحكومة الذين كانوا على علم بالعملية، مع الأخذ في الاعتبار أن غالي في ذلك الوقت كان لديه قضيتان جنائيتان مفتوحتان في المحكمة الوطنية العليا".
هذا وتجتاز العلاقات بين المغرب وإسبانيا، التي توصف منذ فترة طويلة بالممتازة والاستراتيجية من الجانبين، مرحلة من التوتر الشديد بسبب قرار مدريد، غير محسوب العواقب، باستقبال إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزيفة، والمتابع من قبل العدالة الإسبانية بتهمة الإبادة الجماعية والإرهاب.
وتم وضع غالي في أبريل الماضي في مستشفى قرب مدينة سرقسطة لتلقي العلاج بعد اصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي أغضب المغرب وطالب إسبانيا بإجابات مقنعة حول السماح له بدخول أراضيها.