عبر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، عن قلقه البالغ بشأن الجفاف الذي تشهده البلاد، إذ توقع أسوأ إنتاج زراعي في المغرب منذ عقود، وذلك في تصريح له للوكالة الأمريكية "بلومبرغ". وفي تعليق على ذلك، قال متخصص في المجال الفلاحي ل"الأيام24″ إن "وزير الفلاحة غير مطالب بالتحذير أو التعبير عن القلق، بل المفروض فيه إيجاد حلول بديلة خصوصا وأن هذه السنة شهدت غياب التساقطات المطرية في حينها، مما أثر على المحصول الزراعي كالحبوب و القطاني و الأعلاف، إضافة إلى انخفاض في حقينة السدود، وبالتالي فالأراضي المسقية وزراعتها ستتأثر".
وأضاف: "تربية المواشي ستتأثر أيضا لغلاء الكلأ والعلف وغياب المراعي، مما يؤشر على ارتفاعات قادمة في أسعار الحبوب والقطاني والخضر والفواكه واللحوم ومشتقاتها".
وشدد المصدر على أن "الوزارة المفروض فيها أن تتخذ جميع الاجراءات والتدابير والاحتياطات، وتتبنى برامج للحيلولة دون حدوث الأزمة، أو على الأقل للتخفيف من حدتها حتى في حالات الجفاف".
واعتبر المختص في المجال الفلاحي أن "تصريح وزير الفلاحة يؤكد على أن القطاع يدبر بشكل عشوائي ارتجالي، ولا يخضع لأية معايير علمية وتقنية قادرة على إيجاد بدائل في لحظة الجفاف وعدم تساقط الامطار، مما يؤكد فشل الوزارة ومشاريعها ومنها المشروع الاخضر الذي قيل عنه الشيء الكثير، لكن يوم تراجعت التساقطات المطرية تكلف الوزير بالتحذير من النتائج ومن سوء المحصول".
وقال رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، إننا "نحاول توفير ما يمكن توفيره، وتوفير الحد الأدنى من المياه المتوفرة لدينا، إنه وضع معقد بشكل خاص وغير مسبوق".
ونبه بنعلي إلى أن "المغرب يواجه جفافا حادا كل سنتين إلى ثلاث سنوات، مقارنة مع كل سبع إلى عشر سنوات في التسعينيات، وعزا التواتر الأعلى إلى تغير المناخ، مطالبا السلطات الحكومية بدعم المزارعين أعلاف الحيوانات لتعويض المراعي الجافة وارتفاع أسعار الحبوب العالمية، وذلك في تصريح للوكالة الأمريكية "بلومبرغ".
وسبق أن توقعت الحكومة تحقيق نسبة نمو تتجاوز 3 في المائة في القطاع الفلاحي، إلا أن الجفاف سيقف أمام هذا الطموح الذي لن يتجاوز 1 في المئة في أحسن الأحوال، كما أن ذلك سينعكس بشكل مباشر على نسب فرص الشغل.
ويشهد الموسم الفلاحي بالمغرب شحا في تساقط الأمطار، حيث وصلت كمية الرطوبة منذ شتنبر الماضي إلى أسوء مستوياتها في الثلاثة عقود الأخيرة، مما يعرضها المحاصيل الزراعية للخطر.
وأقيمت الجمعة الماضية صلاة الاستسقاء دعا الملك محمد السادس لها في جميع مساجد البلاد، بعد تأخر التساقطات المطرية وما سيخلفه من نتائج سيئة على مستوى الموسم الزراعي.