تشهد مخيمات تندوف، حالة من الخوف والترقب بسبب الحالة الصحية المتدهورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وخصوصا عقب إلغاء استقباله لشخصيات دولية مختلفة. وأفادت مصادر من داخل مخيمات تندوف، أنه في الوقت الراهن، لا شيء يثير مخاوف قيادة البوليساريو إلا الحالة الصحية لبوتفليقة ومصير النظام الجزائري، مضيفة أن مصير الجبهة يرتبط بشكل كبير بمصير النظام في الجزائر، وهذا الأخير يرتبط بالأساس بحياة الرئيس الجزائري، الذي استمر على رأس الحكم لعقود من الزمن. وأوضحت المصادر ذاتها أن سكان مخيمات تندوف يتحدثون بشكل متواصل خلال الأيام الأخيرة، ومنذ ترويج أنباء تتحدث عن وفاة بوتفليقة، عن مستقبل البوليساريو، إذ يرون أن النهاية بدأت تقترب، وقد حان وقتها، وستعلن مع وفاة الرئيس الجزائري، مشيرة إلى أن ملف الكركرات لم يعد يتصدر أحاديث سكان المخيمات بقدر ما يتحدث الجميع عن مستقبل الجبهة. وأضافت أن هذا يأتي بتزامن مع حراك قوي تشهده المخيمات في الآونة الأخيرة، بسبب تصاعد "الحكرة"، وتعنيف وتعذيب وقتل نشطاء معارضين لقيادة البوليساريو، ولتوجهاته، وهو ما يزيد من احتقان المخيمات، ويؤشر على انفجار الأوضاع في أي وقت، وخصوصا في ظل تقارير مختلفة تتحدث عن تراجع حاد على المستوى الأمني بالمنطقة ككل، بالنظر إلى مستجدات الجماعات الجهادية المرتبطة بالبوليساريو، وكذا سعي هذه الأخيرة -خدمة أجندة جزائرية- إلى جر المنطقة إلى توتر حاد، لتصدير الأزمة السياسية والاقتصادية التي تكاد تعصف بالجزائر إلى الخارج، والمغرب تحديدا. وتأتي هذه المستجدات في ظل عدم وضوح الرؤية بخصوص مستقبل النظام الجزائري، الذي خدمه بوتفليقة لعقود من الزمن، وحافظ على استمراره، على الرغم من الانتقادات اللاذعة من طرف المعارضين لسيطرة النظام على الحكم، وأيضا على الرغم من الحراك والاحتقان الذي تمر منه البلاد بين الفينة والأخرى. وتأتي أيضا بتزامن مع تقرير جديد للمعهد الأمريكي "إنتربرايز"، المتخصص في الأبحاث السياسية والاقتصادية والأمنية، والذي حذّر من خلاله دول جوار كل من الجزائرموريتانيا، بما فيها المغرب، من هشاشة الأوضاع الأمنية في هذين البلدين، إذ اعتبر أن موريتانيا تعد من أكثر دول المنطقة والعالم هشاشة أمنيا وعرضة لعدم الاستقرار الأمني، واصفا إياها بالبلد "المهدد بالانهيار وعدم الاستقرار الأمني"، كما اعتبر الجارة الشرقية للمغرب (الجزائر) بلدا يشهد "عدم الاستقرار". وهو ما فسره مراقبون لشؤون منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء، بأن الخبراء الأمريكيون يرون أن هناك تغيير قادم لا محالة على مستوى الحكم في الجزائر، كما تحركت السلطات في الجزائر، مباشرة بعد هذا التقرير، حيث تشهد مجموعة من المناطق حالة استنفار على مستوى الجيش الجزائري.