Getty Images عند الحديث عن التحيز ضد المرأة، ربما أول ما يتبادر إلى الذهن هو ما تواجهه النساء من تمييز في التعليم أو فرص العمل أو المشاركة السياسة. ولكن واقع الأمر هو أن المرأة تعاني من التمييز في مجالات أخرى لا يتم تسليط الضوء عليها، كالمجال الطبي على سبيل المثال. فقد دعم الطب الغربي عبر تاريخيه التحيزات الاجتماعية ضد المرأة، بما أسهم في تعزيز سطوة الرجل وهيمنته، وحرمان النساء من حقوقهن في التعليم والمشاركة السياسية والتحكم في أجسادهن، فضلا عن تجاهل ما يتعرضن له من أمراض. وكانت هيمنة الرجل، التي رافقها تفوقه الجسدي، جزءا لا يتجزأ من إرهاصات الطب الغربي التي أرساها الإغريق، الذين كان يرى أحد أشهر فلاسفتهم، أرسطو، أن جسد المرأة نسخة "مشوهة" من جسد الرجل لأنه لا يحتوي على العضو الذكري. كما أن احتواء جسد المرأة على عضو ذي قيمة بيولوجية واجتماعية كبيرة هو الرحم، حدد وظيفتها في إنجاب الأطفال ورعايتهم. فكيف بدأت تلك التحيزات وتطورت عبر التاريخ، وهل توقفت أم ما زالت مستمرة؟ الرحم المتجول يبدو أن أطباء اليونان القديمة، بداية من أبقراط الذي يعتبر أبا الطب الحديث، كانوا مهوسين برحم المرأة، وكان بالنسبة لهم في غاية الأهمية في تفسير الاختلافات الفيسيولوجية والعقلية بين النساء والرجال. وقد استخدمت نظرية "الرحم المتجول" أو "الرحم المتنقل" من قبل أبقراط وتلاميذه لتفسير تلك الاختلافات. كتب الطبيب اليوناني أراتيوس في القرن الثاني الميلادي أن الرحم يستطيع أن يترك مكانه، ويتجول بحرية داخل الجسد "هنا وهناك في جانبي الجسد، إلى أعلى في خط مستقيم أسفل الصدر، أو يمينا ويسارا نحو الكبد أو الطحال، أو يسقط إلى أسفل". في حال تحرك الرحم إلى أعلى، على سبيل المثال، فإنه يتسبب في الخمول والضعف والدوار وآلام الرأس. أما إذا انحدر إلى أسفل، فإنه يتسبب في شعور بالاختناق، وفقدان النطق والوعي، بل والموت المفاجئ. وفي منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، وصف فيلسوف أثينا العظيم أفلاطون الرحم بأنه كائن حي، "يغضب ويحزن" إذا لم تتحقق رغبته في الحمل. وساد اعتقاد بأن الدورة الشهرية لها علاقة بالكثير مما يصيب النساء من أمراض. وكان العلاج الذي يصفه الأطباء في ذلك الحين اجتماعيا أكثر منه طبيا: أن تتزوج الفتاة في سن صغيرة، أن تمارس الجنس بانتظام مع زوجها وتنجب عددا كبيرا من الأطفال. خلال العصور الوسطى، كانت القوانين الأخلاقية المسيحية في أوروبا تحظر على الأطباء فحص أجساد النساء. وكان جسم الأنثى يكتنفه الغموض والسرية والعار، وكان الأطباء يكتفون بملاحظاتهم ولا ينصتون للمريضات. تقول إلينور كليغهورن في كتابها: "امرأة مريضة: رحلة في تاريخ الطب والأساطير في عالم يهيمن عليه الرجل" (Unwell Women: A Journey Through Medicine and Myth In A Man-Made World): "النساء أنفسهن لم يكن يجرؤن على كشف التفاصيل الحساسة لما يحدث في أجسادهن..ورغم أن كتّاب مجموعة الكتب الأبقراطية كانوا ينصحون الأطباء بسؤال النساء عن سبب أمراضهن، فإنهم كانوا يعتقدون أيضا أن شعورهن بالخجل، فضلا عن جهلهن بالمسائل الطبية، كان يعني أنه لا ينبغي الوثوق في روايتهن". ابتداء من القرن الخامس عشر، ظهرت ثقافة طبية جديدة تهتم بطريقة عمل أعضاء المرأة وأنظمتها الداخلية. وقد حاول الأطباء إلقاء الضوء على ما يحدث داخل جسم المرأة، بعيدا عن الخرافات والخزعبلات. ولكن رغم ذلك، فقد أجمعوا على أن الرحم المريض يؤثر على صحة المرأة بشكل كبير ومخيف، وبدأوا يتحدثون عن أعراض غريبة رصدوها لدى النساء اللاتي كن يعانين مما يطلق عليه "اختناق الرحم": ضيق التنفس، شلل، تشنجات، نوبات ضحك وغناء وبكاء. وكانت الضحايا عادة شابات صغيرات أو سيدات أكبر سنا أغلبهن أرامل حرمن من ممارسة الجنس والدورة الشهرية اللتين كانتا يعتقد أنهما تطهران الدم. Getty Images أبقراط هيستيريا في القرن السابع عشر، ساد عدد من الأفكار والنظريات التي تحدثت عن العلاقة بين الرحم "المريض" - الذي لا يحمل أطفالا أو الذي توقف عن الحيض - وبين عدد من الأمراض والأعراض. وسواء كانت تلك الأمراض والأعراض جسمانية أم عقلية، كانت توصف بأنها "هيستيرية" ، وهي كلمة يونانية الأصل مأخوذة من كلمة " ὑστέρα " أو "هوستيرا" التي تعني "رحم". وأصبحت الانفعالات الهيستيرية هي التفسير الأوحد لكل ما يصيب النساء من علل. وكان الطبيب الشهير توماس سيدينهام، الذي أطلق عليه "أبقراط الإنجليزي" يرى أن الهيستيريا تؤثر على السواد الأعظم من النساء، نظرا لطبيعتهن الهشة وأجسادهن الضعيفة. وكان سيدينهام يرى أن النساء المصابات بالهيستيريا يبالغن ويتصورن أنهن سيواجهن كافة المآسي التي يمكن أن يتعرض لها الجنس البشري. أصبحت الهيستيريا الشماعة التي يعلَق عليها كل ما يصيب النساء من علل، وصارت، وفق إلينور كليغهورن، "أي شيء يريده الأطباء الذكور أن تكون. وكان العامل التشخيصي المشترك هو كون المريض امرأة". رغم أن نظرية الرحم وعلاقته بالهيستيريا بدأت في الخفوت مع بداية القرن الثامن عشر، فإن ما تلتها من نظريات خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظلت تفسر الأمراض التي تصيب المرأة وفق نفس الافتراض الذي يرى أنها أضعف من الرجل جسديا وعقليا. وأصبح الطب ينظر إلى النساء على أنهن رهينة لضعف أعصابهن، وكان ينصح بألا تواصل الإناث تعليمهن بعد مرحلة البلوغ، لأن ذلك سيشكل عبئا صحيا على أعصابهن الواهنة، أو قد يصبح مسارا يقودهن نحو الانحراف والفساد الأخلاقي. المرأة: حاملة الأمراض المنقولة جنسيا شهدت أوروبا خلال القرن التاسع عشر انتشارا لعدد من الأمراض التناسلية، ووجهت أصابع الاتهام إلى العاملات الجنسيات. في عام 1864، أصدر البرلمان البريطاني قانون الأمراض المعدية لوقف انتشار تلك الأمراض بين ضباط وجنود البحرية الذين كانوا يترددون على بيوت الدعارة. منح القانون رجال الشرطة في أماكن محددة سلطة إخضاع النساء اللاتي كان يشتبه في أنهن عاملات في الجنس لفحص مؤلم. ووفقا لإلينور كليغهورن، والمؤرخة الطبية الدكتورة آن هانلي التي كتبت مقالا عن الموضوع في صحيفة الغارديان اللندنية، فإن الأطباء في ذلك الوقت كانوا يساعدون الأزواج الذين ينقلون أمراض كالزهري أو السيلان لزوجاتهن على إخفاء سبب إصابتهن، في الغالب بناء على طلب من الأزواج. فكانت هؤلاء النسوة يعرفن أنهن مريضات، ولكن ليس بالضرورة بمرض منقول جنسيا. وتضيف هانلي أن "الأبوية البراغماتية كانت تقف إلى حد ما وراء تلك القرارات: فكان الأطباء يظنون أنهم هم الأكثر دراية بالأمور وكانوا يغلبون المصلحة كما يرونها: فلو اكتشفت المرأة أن زوجها كان سببا في إصابتها بمرض تناسلي، سوف تحدث جلبة وتجعل حياة زوجها صعبة، وبما أن الزوج كان هو في العادة من يدفع أجرة الطبيب، فإن مصلحته كانت لها الأولوية". Getty Images هيستيريا الرحم تنتقل إلى المبايض شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر جدلا بين الأطباء حول ما إذا كانت الهيستيريا تنتج عن خلل في الجهاز العصبي أم في الأعضاء التناسلية للمرأة. وبالنسبة لبعض الأطباء في ذلك الوقت، حل المبيضان محل الرحم كسبب رئيسي لكل داء يصيب المرأة. وكان أتباع هذه المدرسة يرون أن المرأة من الممكن أن تتسبب في "تهييج" المبيضين من خلال القراءة والنظر إلى الصور والاستماع إلى الموسيقى، ما قد يؤدي إلى إصابتها بالهيستيريا. كان بعض أشهر الأطباء في ذلك الحين يرون أن الإفراط في تعليم الفتيات يؤدي إلى إصابتهن بالعديد من الأمراض. وربما عكس ذلك مخاوفهم من أن يؤدي تعليم الفتيات إلى حيادهن عما يرونه دور المرأة الحقيقي في الحياة كزوجة وأم. وبدأ أطباء في أمريكا وأوروبا يجرون جراحات لاستئصال المبيضين لتخليص النساء والفتيات من عدد كبير من الأمراض العضوية والنفسية. وفي بعض الحالات كان يتم ذلك بدون استشارة المريضة. ماذا نعرف عن النسوية الإسلامية؟ الحركة النسوية والطب في أواخر القرن التاسع وبداية القرن العشرين، برزت حركة نسوية في أمريكا وأوروبا تطالب بحق المرأة في الاقتراع والمشاركة السياسية، وتحارب كل الظروف التي أدت إلى قمع حرية النساء وتحجيم دورهن وتقييد طموحاتهن بأغلال الزواج والأمومة. وبينما كانت النساء يكافحن من أجل التحرر من القيود التي فرضها المجتمع الذكوري على أجسادهن وعقولهن على مدى قرون، كان الأطباء المناهضون للنسوية يستعملون كل ما لديهم من معرفة لتعزيز تلك القيود. واستشهد هؤلاء بآراء تشارلز داروين حول الاختلافات بين الجنسين. فقد ذكر عالم الأحياء البريطاني الشهير في كتابه "أصل الإنسان" أن "الفرق الرئيسي بين القدرات العقلية للجنسين يتجلى في أن الرجل يتميز عن المرأة في مختلف المجالات، سواء فيما يتطلب التفكير العميق، المنطق أو الخيال، أو مجرد استخدام اليدين... ومن ثم فإن الرجل متفوق على المرأة". من بين هؤلاء الطبيب الاسكتلندي المتخصص في مجال الأعصاب والطب النفسي جيمز كريشتون براون (1840-1938) الذي كان يرى أن دماغ المرأة أصغر وأخف وزنا مقارنة بدماغ الرجل، وأن عدد خلايا المادة الرمادية المسؤولة عن القرار والذاكرة والتحكم في الذات والكلام أقل في دماغ المرأة مقارنة بالرجل. وقد اعتبر الكثير من الأطباء في ذلك الوقت الحركة النسوية مرضا خطيرا وهداما، ووُصفت النسويات المصممات على إنهاء السيادة الذكورية بأنهن مصابات بالانهيار العصبي، والهيستيريا. بعد 162 عاما على نشرها، كيف أثرت نظرية التطور لداروين في العلم؟ Getty Images وفقا لداروين، الرجل متفوق على المرأة من الناحيتين العقلية والجسمانية "إفرازات" في العقود الأولى من القرن العشرين، تحول انتباه طب أمراض النساء من التركيز على الأعضاء التناسلية إلى "الإفرازات الداخلية" لتلك الأعضاء ولعدد من الغدد، وعلى رأسها الغدة الدرقية - تلك الإفرازات التي أطلق عليها لاحقا مصطلح "هرمونات". كان يعتقد آنذاك أن تلك الإفرازات هي ما تجعل المرأة امرأة. فوفقا لويليام بلير-بيل، الذي كان يعد واحدا من أعظم أطباء أمراض النساء في القرن العشرين، المرأة "الطبيعية" هي تلك التي لديها قدر معتدل متوازن من الإفرازات، ومن ثم أنوثة معتدلة متوازنة تجعل طموحها هو الزواج وإنجاب الأطفال. أما إذا اختلت نسبة الإفرازات لدى النساء، فإنها تؤدي إما إلى عدم رغبتهن في الزواج والإنجاب، أو في أن تخرج رغباتهن الجنسية عن السيطرة. ويقول بلير-بيل في كتابه "عقدة الجنس" (The Sex Complex) إن النساء لا يستطعن بلوغ "المراتب العليا للعبقرية" لأن عقل الأنثى لا يرقى إلى ذلك. ولكن إذا حدث وأصبحت امرأة عبقرية، فإنها "لم تعد امرأة بالمعنى البيولوجي للكلمة". وبما أن "إفرازات" المرأة تتغير باستمرار خلال دورة الحيض، وخلال الحمل وانقطاع الطمث، فإن ذلك يجعل عملية الأيض لديها غير متزنة، برأي بلير-بيل، بعكس الرجل الذي تطور أيضه ليصبح مستقرا وموحدا بما يمّكنه من السيطرة على أعصابه وتصفية ذهنه خلال الصيد. في حين كانت طبيعة الأنثى توصف في الماضي بأنها "هيستيرية" أو "عصبية"، أضحت "الإفرازات"، أو الهرمونات وما يطرأ عليها من تغيرات وتذبذبات هي التفسير الرئيسي لكثير من الأمراض المزمنة التي تعاني منها بعض النساء. أشكال التحيز الآن ترى كثير من الباحثات في مجال المرأة في الطب الغربي أن التحيز ضد النساء لا يزال مستمرا إلى يومنا هذا، ولا يزال يستند إلى صور نمطية وتحيزات تاريخية. يأخذ هذ التحيز صورا عديدة. على سبيل المثال، رغم أن النساء بشكل عام يعانين من الآلام المزمنة أكثر من الرجال، إلا أن مراجعة أجراها المعهد الوطني للصحة في الولاياتالمتحدة عام 2018 وشملت 77 مقالا طبيا أظهرت أنه في كثير من الحالات، يتم تجاهل الآلام المزمنة التي يتعرض لها المرضى من النساء، حيث يوصفن بأنهن مفرطات في الحساسية، أو هيستيريات، أو مهدرات للوقت. ومؤخرا، توصلت دراسة أجريت في كندا إلى أن النساء أكثر عرضة بنسبة 32 في المئة للوفاة عند إجراء الجراحين الذكور عمليات جراحية لهن، مقارنة بالجرّاحات الإناث. ومن بين الأسباب المحتملة التي تبنتها الدراسة هو أن هناك اختلافا كبيرا في إدراك الألم أو تقدير الألم بين الجراحين الذكور والإناث. فالأطباء الذكور لديهم "عدم تقدير أو ربما نوع من الاستخفاف بشدة الأعراض لدى المريضات". ويشير الكثير من الأبحاث إلى أن الأمراض التي تظهر عند النساء بأعراض مختلفة عن الأعراض التي يعاني منها الرجال عادة ما تمر بدون تشخيص. كما أن الأمراض التي تؤثر على النساء بالأساس لا يزال يكتنفها الغموض، إذ ثمة نقص في الدراسات التي تتناولها وفي العلاجات التي تستهدفها. وتاريخيا، تم استبعاد الإناث، سواء من البشر أو الحيوانات، من المشاركة في التجارب والدراسات الإكلينيكية. ومن بين الذرائع التي قدمت، أن التغيرات الهرمونية التي يمر بها جسد الأنثى تؤدي إلى تعقيد النتائج. لكن دراسة أجراها إيرفينغ زوكر وأناليس بيري عام 2010 حول الانحياز الجندري ضد المرأة في الأبحاث الطبية خلصت إلى أن هذا التبرير ليس له أساس علمي على الإطلاق. كما استثنى بعض العلماء النساء في سن الخصوبة من التجارب الدوائية لتجنب المخاطر التي قد تشكلها الأدوية على الأجنة في حالة حدوث حمل. لكن الواقع يشير إلى استبعاد النساء من مختلف الأعمار. وتم تبرير الدراسات التي أجريت على الرجال فقط من خلال الاعتقاد بأن ما ينجح في علاج الرجل سينجح في علاج المرأة، وهو ما أفضى إلى نتائج كارثية، إذ تبين أحدث الدراسات أن الأمراض والأدوية التي تستخدم في علاجها تؤثر على الرجل والمرأة بشكل مختلف. على سبيل المثال، بين عامي 1997 و 2000، كان ثمانية من بين عشرة أدوية تم سحبها من السوق الأمريكية بسبب أعراض جانبية تعرضت لها النساء بالأساس أو بشكل حصري. النساء أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض التي لا تزال تمثل تحديا كبيرا للطب، ولا سيما أمراض المناعة الذاتية، والروماتويد المفصلي والزهايمر والإرهاق المزمن وداء لايم، ومع ذلك كما تقول مايا دوزينبري في كتابها "التسبب بضرر" (Doing Harm: The Truth About How Bad Medicine and Lazy Science Leave Women Dismissed, Misdiagnosed and Sick) إنه لا تجرى أبحاث كافية على تلك الحالات، وفي العادة لا يتم تشخصيها أو علاجها. التحيز ضد المرأة في الطب الغربي، سواء تم عن قصد أو غير قصد، هو مشكلة خطيرة وموثقة، وتؤدي وفق الكثير من الأبحاث والمراجعات التي أجريت في هذا الشأن إلى تعريض صحة النساء وحياتهن للخطر. ورغم أن بعض البلدان بدأت في اتخاذ إجراءات لمواجهة المشكلة، كالولاياتالمتحدة على سبيل المثال التي جعلت تضمين النساء في الدراسات الإكلينيكية أمرا إلزاميا، وأصبحت تشترط على شركات الأدوية تقديم دليل على سلامة العقاقير وكيفية تأثرها بالنوع والعرق والسن، إلا أن الطريق لا يزال طويلا لسد الهوة الشاسعة بين النساء والرجال في هذا المجال. تقول إلينور كليغهورن إن "التحيز الجندري في الطب ليس تحيزا علميا أو طبيا حيويا فحسب، بل إنه تحيز ثقافي واجتماعي وسياسي كذلك. وسواء اعترف الطب بذلك أم لا، فإن الأفكار البالية التي تعود لقرون مضت والتي تزعم أن آلام النساء عاطفية وليست فيسيولوجية، لا تزال تتجلى اليوم في طريقة تعاطي الأطباء مع ما تعاني منه النساء من أعراض".