كان اجتماعا استثنائيا بكل المقاييس للمجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي انعقد اليوم السبت قبيل أسبوعين من انعقاد المؤتمر 17 لحزب علال الفاسي، حيث وقعت فيه مناوشات واشتباكات بين أنصار حميد شباط ومعارضيه، انتهت بتخفيض عقوبة لجنة التأديب والتحكيم من 18 شهرا إلى 9 أشهر في حق ياسمينة بادو وكريم غلاب القياديين في نفس الحزب. وقد كان للقيادي البارز حمدي ولد الرشيد والوزير السابق والقيادي بذات الحزب عبد الصمد قيوح، دور كبير في إقناع الأمين العام لحزب الاستقلال، بتخفيض العقوبة عن غلاب وبادو، بعد أن انزويا به برهة من الزمن محاولين إقناعه بالتراجع عن قرار التوقيف وقبول تخفيضه إلى 9 أشهر، وذلك وفق ما كشف عنه عضو بالمجلس الوطني لحزب الاستقلال ل"الأيام24"، رفض الكشف عن هويته.
المصدر ذاته، كشف أن شباط واجه غلاب وبادو بشكل مباشر بخصوص موضوع "أزمة موريتانيا"، بعد أن قال غلاب "الملك صحح الخطأ الكبير الذي اقترفته بعد أن سببت أزمة بين المغرب وموريتانيا.."، فرد عليه شباط، "إن المقام لا يستقيم باش نقحمو الملك في نزاعات داخلية حزبية، والى لقيتيني جبدتها بشي حرف، عيب وعار تكون عضو اللجنة التنفيذية وماشفتيش شنو قلت غير قالولك". ورفض شباط المزايدة عليه بالملكية قائلا بأنهم ملكيون حتى النخاع ، لتصدح في تلك الأثناء أصوات مناصريه بشعار " ملكنا واحد محمد السادس" و"الصحراء مغربية"، جيث اتجه شباط بكلامه لياسمينة وغلاب، مذكرا إياهم بأنهما ولدا وفي فمهما ملعقة من ذهب واستوزروا في الحكومات السابقة ولا ينبغي عليهم التحدث بهذه الطريقة . وتحول النقاش في كثير من الأوقات وفق مصدر الموقع، إلى مشاحنات وصلت حدّ التدافع بين أعضاء المجلس الوطني لحزب الفاسي، حيث احتج غلاب في وقت من الأوقات، على المدة التي منحت له للحديث وهي عشر دقائق ، فردّ عليه عبد الله البقالي الذي ترأس الاجتماع، للنظر في ملتمسي المغضوب عليهما، بالقول "انه لا ينبغي تجاوزها لأنها المدة المحددة للجميع "، فكانت ردة فعل غلاب أن احتج بشدة وبدأ يضرب في الطاولة بيديه بقوة ويصرخ "ما يمكنش هادشي"، فقام رشدي رمزي عضو بذات الحزب، واتجه نحوه وبدأ بدوره يضرب في الطاولة، وهو الأمر الذي لم يعجب غلاب الذي رد عليه قائلا " ما تخبطش الطابلة على المناضلين وعلى سيادك ..عليك احترام الناس"، وهو الأمر الذي كاد أن يتطور بينه وبين رئيس الجمعية، لولا تدخل باقي الأعضاء الذين فكوا الاشتباك.