* طارق غانم – صحفي متدرب من ليبيا إلى المغرب آلاف الكيلومترات تختزن عذابا وآلاما وأكبادا محروقة بلهيب الشوق لأبناء يُحسهم القلب أحياء يرزقون ويخمنهم العقل جثثا نال منها الإهمال والتعذيب وغطاها التراب.
ملف المحتجزين المغاربة في ليبيا دونما مسوغات قانونية وفي ظروف إنسانية "صعبة"، مايزال يرزح تحت مطالب الإجلاء وإطلاق السراح ووعود الحكومة المغربية بإعادتهم إلى أرض الوطن.
ودقت جمعيات المجتمع المدني وأهالي المحتجزين ومنظمات دولية، ناقوس الخطر حُيال ما يتهددهم من أوضاع قد تنهي حياتهم، وذلك ما حدث بعدما تم تسجيل مقتل 3 مغاربة من المهاجرين غير الشرعيين بسبب التعذيب والإهمال في العلاج في مراكز احتجاز تابعة للقوات المسيطرة على غرب ليبيا.
الإنتظار .. الموت البطيء
أحلام معلقة وعيون حائرة ترقب بتوجس أي لحظة يرن فيها الهاتف حاملا خبرا قد ينهي مسلسل الإنتظار بالنسبة لعائلة "المغاري محمد" أب أحد الشبان من المحتجزين في سجن زوارة بليبيا.
وقال المغاري في اتصال مع "الأيام 24" أن ابنه شد الرحال رفقة بعض من أصدقائه إلى الأراضي الليبية سنة 2017 انطلاقا من مدينته بني ملال، بعد اتفاقه مع وسيط للهجرة السرية نحو إيطاليا عبر سواحل ليبيا.
وبعد مرور أقل من شهر عقب وصوله إلى طرابلس، انقطعت كل الأخبار مع الإبن وما عاد مجال للتواصل معه.
وأضاف أنه "استبشر خيرا" بتصريحات حكومية رسمية مفادها "عمل جاري" لإعادة المغاربة المحتجزين، مشيرا إلى أنه "لم ير أي تغير في الموضوع على العكس ازداد سوء".
وعود تنتظر الأجرأة
وأفادت في وقت سابق وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج أن "المصالح المغربية تعمل بتنسيق مع نظيرتها الليبية لإرجاع 195 مغربيًا موقوفين في ليبيا"، مبرزة أن "هناك تنسيقا على أعلى مستوى لضمان عودة المغاربة الموقوفين في ليبيا".
في السياق أكدت الحكومة أنها متابعة لمحنة مهاجرين مغاربة عالقين داخل مراكز الإيواء التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بطرابلس الليبية، مؤكدة أن الوزارة الوصية تراقب عن قرب وضعية المغاربة في ليبيا.
وطمأنت الوزارة عائلات المحتحزين، إذ هناك "اشتغال بكل جدية على هذا الملف بمعية القطاعات المعنية قصد ضمان ترحيل المغاربة العالقين بليبيا إلى أرض الوطن في أقرب وقت وفي أحسن الظروف، مسجلة أن "المملكة قامت بالعملية الأولى وتم استئجار طائرتين وأتينا بالمغاربة العالقين وأوصلناهم إلى بيوتهم في عمل لوجستيكي انطلاقا من مطار الدارالبيضاء".
وأكدت أن هناك عمل مع قطاعات متعددة للقيام بعملية الترحيل"، كاشفة أنه سيكون عبر "عمليتين، ومتابعة يومية للتفاصيل واشتغال لتوفير كل الظروف اللوجستيكية لإعادة المحتجزين إلى وطنهم وإلى منازلهم".
أصوات حقوقية..تحذر
تواترت تقارير وطنية ودولية تشرح وتحذر وتنبه إلى الوضعية المأساوية التي يعيشها المحتجزون المغاربة في ليبيا.
صورة قاتمة رسمها المركز المغربي لحقوق الإنسان، عن وضعية المغاربة المحتجزين في ليبيا، حيث كشف عن توصله بمعطيات جديدة تتعلق بوضعيتهم المأساوية داخل الأراضي الليبية .
وأفادت المعطيات أن محتجزين مغاربة كرهائن يطالبون ذويهم بفدية، للإفراج عن أبنائهم، وفي حالة عدم الرضوخ لمطالبهم، يتم التخلص من بعضهم، سواء بالقتل أو الرمي بهم في عرض البحر، وفق المركز المغربي لحقوق الإنسان من تصريحات.
وتكمن المشكلة الأساسية التي تواجه المسؤولين الليبين بخصوص إعادة المغاربة المحتجزين إلى بلدهم، حسب تقرير المركز، في عدم "تجاوب وزارة الخارجية المغربية معهم، رغم العديد من المراسلات، والاتصالات، التي أجروها معها، ومع المؤسسات التابعة لها".
بدروها طالبت تنسيقية عائلات المغاربة المحتجزين بسوريا والعراق وليبيا باضطلاع المسؤولين على أوضاع المغاربة في بؤر التوتر من خلال "حماية الأطفال والنساء، والشباب المغرر بهم، ونقلهم من السجون والمحتجزات والمعتقلات إلى أرض الوطن وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع المغربي".