خرج المبعوث الأممي الجديد للصحراء المغربية ستافان دي ميستورا من المملكة بعد لقاء مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ووصل السبت إلى مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر حاملا معه رؤيته الخاصة للخروج من رمال الصحراء المتحركة بحل سياسي لملف طال أمده. دي ميستورا الذي بدأ جولته الأولى بعد تعيينه من المغرب صاحب الأرض وصاحب الحق بقوة القانون وشرعية التاريخ، أكد له ناصر بوريطة أن الموقف المغربي صابت ويرتكز على ما قاله الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة، حيث ترفض المملكة أي حل خارج مقترح الحكم الذاتي ولن تشارك في أي حوار سياسي دون حضور الجزائروموريتانيا.
وفي الجهة الأخرى يقول ممثل جبهة بوليساريو في الأممالمتحدة سيدي محمد عمار في تصريح صحافي نقله التلفزيون الحكومي الجزائري إن " دي ميستورا يزور المنطقة وهي تشهد حالة حرب مفتوحة بيننا وبين دولة الاحتلال المغربية منذ خرق وقف إطلاق النار في نونبر 2020 ما أعاد كل الجهود الأممية إلى نقطة الصفر"، حيث تعتبر الجبهة أن تدخل القوات المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991.
وقال "نحن سنستمع الى السيد دي ميستورا ونبلغه بكل وضوح موقفنا من العملية السلمية ومن آفاقها (…) ولو اننا لا نتوقع الكثير بحكم انها أول زيارة وهي زيارة تواصلية".
وتابع "جبهة بوليساريو لن تكون في موقع التفاوض مع السيد ستافان دي ميستورا وإنما سنستمع إليه".
كما نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مسؤولة في جبهة بوليساريو أن "زيارة دي ميستورا إلى المنطقة لا تختلف عن زيارة أسلافه، في ظل عدم اتخاذ الأممالمتحدة لإجراءات جدية وتقاعس مجلس الأمن".
وقالت مسؤولة مخيم بوجدور جنوب تندوف، عزت إبراهيم بابيه، "لا ننتظر أن يأتي دي ميستورا بحل للقضية".
وتولى دي ميستورا منصبه في نونبر الفائت بعدما قطعت الجزائر في نهاية غشت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب إثر اتهامها المملكة بارتكاب "أعمال عدائية" ضدها، فيما أعربت الأخيرة عن أسفها للقرار و"رفض مبرراته الزائفة".
وبعد مخيمات تندوف يتنقل المبعوث الأممي إلى الجزائر العاصمة قبل أن ينهي جولته في موريتانيا في 19 يناير الجاري.