قُتل طالب مغربي يدعى مازن شاكيري، فجر الأحد بالعاصمة دكار، بعد تعرضه لاعتداء من طرف عصابة إجرامية بالسنغال. وتضاربت الروايات حول طريقة مقتل الشاب، الذي يدرس بكلية دكار لطب الأسنان، حيث قال صلاح شاكيري، والد الضحية، إن ابنه كان يدرس مع أصدقائه بشقته قبل أن تهاجمه عصابة إجرامية سنغالية، تتكون من ستة أشخاص على متن دراجات سريعة، فجر الأحد عندما كان يريد إدخال دراجته النارية، وسلبته كل أمواله وهاتفه المحمول تحت التهديد، فيما قام أحدهم بضربه بواسطة سيف على مستوى الفخذ، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بالجروح البليغة التي تعرض لها، نظرا لوصوله المتأخر إلى المستشفى الرئيسي بدكار، بعدما رفضت سيارات الأجرة نقله إلى المستشفى، بسبب خطورة إصابته.
رواية أخرى عن الحادث لصديقته سلمى المساعد التي كانت برفقته لحظة الاعتداء، حيث قالت إنهما غادرا منزل صديقهما "سيمون" في المنطقة "ب" من السكن الجامعي بدكار، على متن دراجته النارية في الطريق لمنزل مازن المتواجد في الطابق الثاني من عمارة تتكون من 4 طوابق في المنطقة "أ"، وأضافت أنهما قررا ركن الدراجة في ملتقى "ENAM"، ليكملا الطريق سيرا على الأقدام، فإذا بعصابة كانت تجلس في حديقة المنطقة "أ"، تتكون من 6 أشخاص على متن 3 درجات نارية أقدموا على سلبهم كل ما في حوزتهم ( عقد من ذهب، 3 هواتف نقالة، محفظة النقود، كل البطاقات التعريفية والائتمانية)، قبل أن يكثفوا اعتداءهم على الشاب مازن ويلوذوا بالفرار.
وكشف شاب آخر يقطن بجوار الضحية ل"الأيام 24"، رفض ذكر اسمه، أن مازن كان على متن دراجته النارية رفقة صديقته، في تمام الساعة الثالثة ونصف فجرا، بعدما ركنها، هاجمته العصابة على بعد عشر أمتار من العمارة، حيث تعرض للضرب بالسكين على فخده، ما جعله ينزف لمدة طويلة.
وانتقد الوالد، الذي ما زال تحت هول الصدمة، لموقع القناة الثانية، ما وصفه بعدم تفاعل السفارة المغربية مع قضية ابنه، ورفضها نقل جثمانه إلى المغرب بدعوى محدودية الإمكانيات المادية. وهو ما نفاه سفير المغرب بالسينغال، طالح برادة، الذي أكد تحمل السفارة لكافة أعباء ومصاريف نقل ودفن الطالب المغربي الراحل مازن الشاكيري، وأن السفارة، وفور علمها بالحادث، انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان وأجرت مقابلات مع جيران الضحية، مشيرا إلى أن السفارة بصدد انتظار نتائج التشريح الطبي من أجل الشروع في تنفيذ إجراءات نقل جثة الهالك صوب المغرب.
وتكفلت شركة "لارام" بنقل جثمان الطالب بالمجان، وذلك تعاطفا مع عائلته، التي لم تستطع أداء سعر نقل جثمان الضحية، الذي يقدر بحوالي 740 ألف درهم، حسب موقع "senenews".
ونظم العشرات من الطلبة المغاربة، زوال أمس الاثنين، وقفة أمام السفارة المغربية في دكار، احتجاجا على مقتل مازن، حيث وضعت عناصر الأمن، حواجز أمام البناية خوفا من الفوضى، لكن الطلبة، تمكنوا من تجاوز الباب الحديدي، والدخول إلى الساحة الأمامية للبناية، مطالبين بحمايتهم.
وقال أشرف تغزوت، الكاتب العام لجمعية الطلبة المغاربة بدكار، إن الحادث زاد من مخاوف الطلبة المغاربة بالسنغال، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها طالب مغربي لاعتداء مماثل. وألقى المتحدث ذاته اللوم على القنصلية المغربية بالسنغال، لأنها لا تتابع مشاكل الجالية.
في السياق ذاته، استنكرت طالبة مغربية بالسنغال تدعى لمياء، الاعتداءات التي يتعرض لها مغاربة السنغال سواء في الكليات أو المستشفيات أو شوارع دكار، مؤكدة أن السلطات السنغالية والقنصلية المغربية، على حد السواء، يلتزمون الصمت دائما بخصوص هذه الاعتداءات المتكررة.
وكان مازن يعيش منذ ست سنوات في السنغال، حيث يدرس في السنة الأخيرة بكلية دكار لطب الأسنان، وكان بصدد تحضير بحث تخرجه، لكنه أغمض عينيه مبكرا جراء هذا الاعتداء الشنيع.