EPA أقيم قداس جنازة الأسقف ديزموند توتو، الناشط المناهض للفصل العنصري، في الكاتدرائية الأنجليكانية في كيب تاون بجنوب أفريقيا. ورحل توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي ساعد في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، يوم الأحد الماضي عن عمر يناهز 90 عاما. وألقى رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، كلمة تأبين، وصف فيها توتو بأنه "الأب الروحي لأمتنا الجديدة". وكان توتو قد أوصى ب"عدم التباهي أو الإنفاق بشكل مبالغ فيه" على مراسم جنازته، وأن يتم وضعه في "أرخص نعش متاح". وحضر القداس، في كاتدرائية سانت جورج، أصدقاء توتو وأفراد من عائلته ورجال دين وسياسيون. واقتصر الحدث على عدد محدود بسبب القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا. وجلست أرملة توتو، نوماليزو ليا، على كرسي متحرك في مقدمة الكاتدرائية، مرتدية وشاحا أرجوانيا، وهو نفس لون رداء زوجها الراحل. وكان توتو ضمن القوى المحركة للحركة التي ناضلت من أجل إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي فرضته حكومات الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء من عام 1948 إلى عام 1991. حياة الأسقف ديزموند توتو في صور قصة "الأسقف المتمرد" من جنوب أفريقيا إذابة جثمان الأسقف ديزموند توتو بطريقة صديقة للبيئة Reuters توتو أصر على أن يُسجى جثمانه في "أرخص نعش متاح" وفي كلمة التأبين الرئيسية في الجنازة الرسمية، قال الرئيس راموفوزا إن توتو كان "متمسكا بالصليب في النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة والسلام. ليس فقط في جنوب أفريقيا ... ولكن في جميع أنحاء العالم أيضا". وأضاف: "إذا كان مفهومنا عن الرمز العالمي أنه شخص يتمتع بمكانة أخلاقية عظيمة وخصائص استثنائية ويخدم الإنسانية، فلا شك أن هذا يشير إلى الرجل الذي نُرقده اليوم". وحظيت جنازة السبت مكانة خاصة، عادة ما تكون مخصصة للرؤساء والأشخاص المهمين للغاية. وكان توتو أوصى بأن تكون الزهور الوحيدة في الكاتدرائية "باقة من أزهار القرنفل من عائلته"، وفقا لمؤسسة ليغاسي ديزموند وليا توتو. وسيتم دفن توتو خلف المذبح في كاتدرائية سانت جورج - الأبرشية الأنجليكانية التي شغل منصب رئيس الأساقفة فيها لمدة 35 عاما. وفي وقت سابق، كُشف النقاب عن أن جثمان توتو سوف تتم معالجته بطريقة صديقة للبيئة تستخدم الماء والحرارة بدلا من الحرق. Reuters في رسالة بالفيديو في القداس، وصف رئيس أساقفة كانتربري كيف "أضاء توتو العالم". وقال إن تكريمه لتوتو يعد "بمثابة فأر يُثني على فيل". وقالت ابنة توتو إن تدفق مشاعر الحب لوالدها "أدى إلى دفء قلوبنا". وأضافت: "لأننا شاركناه مع العالم، فأنتم تشاركونا جزءا من الحب الذي تكنّوه له". وقد ألقى الآلاف نظرة الوداع على جثمان توتو المُسجى في نعش بسيط بكاتدرائية سانت جورج. EPA شارك في الجنازة نحو 100 شخص فقط من هؤلاء والي مدولي الذي قطع أكثر من ألف كيلومتر من يلومفنتين إلى كيب تاون، مستعينا بأفراد عائلته وأصدقائه لتأمين تكاليف الرحلة. وقال مدولي لبي بي سي "أشعر بالرضى بعد أن رأيت كفنه. أحس كأن روحه أصبحت داخلي". وقد استخدم توتو نفوذه وسمعته من أجل مناهضة قمع السود في بلده، وكان دائما يقول إن دوافعه دينية وليست سياسية. وبعد أن أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، في عام 1994، قام بتعيين توتو مسؤولا عن تشكيل "لجنة الحقيقة والمصالحة" من أجل التحقيق في جرائم ارتكبها البيض والسود على حد سواء خلال فترة الفصل العنصري. وحصل توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984 عن دوره في النضال من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري. ويُنسب إليه الفضل أيضاً في ابتكار مصطلح "أمة قوس قزح" لوصف التعدد العرقي الموجود داخل جنوب أفريقيا ما بعد حقبة نظام الفصل العنصري، لكنه أعرب في سنوات حياته الأخيرة عن أسفه لأن الأمة لم تندمج بالطريقة التي حلم بها.