تحل، اليوم السبت 13 نونبر الجاري، الذكرى الأولى للعملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، عند معبر الكركرات الحدودي، حيث تم طرد عناصر محسوبة على جبهة البوليساريو، بعدما قامت بعرقلة الطريق الذي تمر منه شاحنات نقل البضائع نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء. ويمثل تحرير القوات المسلحة الملكية لمعبر الكركرات في 13 نونبر 2020 نقطة انطلاق لواقع جديد في قضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد، علق القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، على تصريح نقلته وكالة الانباء الجزائرية، عن ما يسمى ب"قائد أركان قوات البوليساريو المعين حديثا"، أن الحرب المعلنة من طرف الجبهة ضد المغرب منذ عام ستستمر و تتوسع إلى ما وراء الجدار الدفاعي، حسب تعبيره.
واعتبر مصطفى سلمى، في تدوينة على صفحته "الفايسبوك"، أنه ليس هناك جديد في تصريحات البوليساريو بشأن الحرب التي بلغت بلاغاتها العسكرية 365 بلاغ منذ 13 نونبرالماضي. و لم يكن لا للحرب تاثير ملموس على المغرب، و لا لبلاغاتها أي صدى إعلامي عدا ارتداداتها في وسائل الاعلام الجزائرية، مشيرا أن الجديد الوحيد في حرب البوليساريو هو التغييرات الواسعة التي احدثها زعيم الجبهة على مستوى مؤسستها العسكرية و قذفت بعشرات الشباب إلى مواقع القيادة.
وأوضح القيادي السابق في الجبهة، أن "الواقع على الأرض و المعطيات الميدانية تؤكد ان ما تصرح به البوليساريو منذ عام لا يعدو كونه زوبعة في فنجان بسبب التفوق الميداني و المكاسب التي حققها المغرب وعدت بالاستراتيجية لما أحدثته من تغيير في موازين النزاع، مضيفا أنه لا يحتاج أي متابع لمجريات ما سمته البوليساريو حربا على مدار السنة الفائتة لكبير عناء ليقف أن معطيات ما بعد 13 نونبر، حيث كشفت أن لدى قوات البوليساريو نقطة ضعف قاتلة. فخط إمداداتها من الجزائر ضيق جدا (بعرض 15 كلم تفصل بين الحزام الدفاعي المغربي و نقطة التقاء الحدود الموريتانية الجزائرية في الشمال) و مكشوف بالكامل حتى عمق 200 كلم داخل الاقليم.
وأشار إلى أنه سيبقى هم البوليساريو الاول هو المحافظة عن البقاء أكثر من انشغالها بالتفكير في التقدم في الحرب. ما لم تؤمن خط امداداتها مع الجزائر الموجود في مرمى الصواريخ او المسيرات أو الجنود الذين يحاربون مع المغرب، مضيفا أن اغلب الحوادث التي حصلت على مستوى ذلك الخط بقيت غامضة رغم أن الجزائر و البوليساريو ينسبونها الى المغرب. و سواء كانت ادعاءاتهم صحيحة ام لا. فهي اعتراف صريح منهم بأن خط امدادهم الوحيد مع الجزائر مكشوف و في مرمى النيران المغربية.
ولفت مصطفى سلمى، أنه إذا ما دعمت أية جهة كانت جبهة البوليساريو بمضادات للمسيرات والصواريخ البعيدة المدى، فإن المغرب لن يقبل بهذا التوازن اطلاقا و سيزحف بقوات كبيرة من أجل استكمال الحزام حتى الحدود الموريتانية الجزائرية و يقطع الامدادات نهائيا عن قوات البوليساريو المتبقية في الاقليم. و هو وضع بالتاكيد لن تسمح به الجزائر و ستدخل في مواجهة مع المغرب لمنع حدوثه، مشيرا أن المواجهة بين الجزائر و المغرب بالمعطيات الحالية لا يريدها أي منهما و غير مدعومة من أي طرف دولي.
وختم مصطفى سلمى، "بالقول أن " الراجح حاليا هو أن تستمر تصريحات البوليساريو التصعيدية و بلاغاتها العسكرية على الوتيرة الحالية للرفع من معنويات جندود الجبهة و شارع المخيمات في انتظار تغير في المعطى الدولي لصالحها أو أن تتهيأ لمعركة المحبس الكبرى، و إذا عادت البوليساريو لتهورها وتعجلت باستفزاز المغرب قبل ذلك فسترتكب الخطا القاتل الذي سيتيح له توجيه الضربة القاضية لها، كما حصل من قبل في الكركرات".