تجري جبهة البوليساريو الانفصالية استعدادات عسكرية بدعم جزائري في مؤشر جديد يؤكد جنوحها الدائم للعنف وفي خطوة تحاول من خلالها استفزاز المغرب. واستعادت المملكة المغربية سيادتها على صحرائها منذ 1975 وهي أراض يقطنها حوالي نصف مليون نسمة. وبعد حرب دامت 16 عاما تم إقرار وقف لإطلاق النار في 1991.
ويقف نحو 25 ألفا من مقاتلين الجبهة الانفصالية على أهبة الاستعداد في الجهة الثانية من جدار الدفاع الذي أقامه المغرب في صحرائه.
ومنذ ذلك التاريخ نشرت الأممالمتحدة على إثره بعثة لحفظ السلام (مينورسو).
وتقترح الرباط حكما ذاتيا لهذه المنطقة الشاسعة تحت سيادتها وهو ما ترفضه بوليساريو المدعومة من الجزائر.
وقام المغرب في ثمانينات القرن الماضي بتشييد جدار من الرمال والحجارة بارتفاع ثلاثة أمتار وبطول 2700 كلم يقسم أراضي الصحراء المغربية إلى نصفين.
وأعلن ما يسمى بوزير الدفاع في بوليساريو أنه "رغم وقف إطلاق النار لازلنا نواصل التجنيد".
وتأتي استعدادات الانفصاليين على اثر عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في خطوة أثارت حنق الجبهة الانفصالية التي راهنت على دعم قلّة في الاتحاد الإفريقي تقودها الجزائر لتعطيل استعادة المملكة لعضويتها بعد عقود من القطيعة.
وروج الانفصاليون ووسائل الإعلام الجزائرية الرسمية مؤخرا إلى أن عودة المغرب للعائلة الإفريقية تستوجب اعترافا بما يسمى بالجمهورية الصحراوية، إلا أن الرباط بددت تلك الأحلام معلنة تمسكها بسيادتها على كافة ترابها بما في ذلك صحراؤها وأنها لن تعترف إطلاقا بالكيان المزعوم.
وكان ناصر بوريطة الوزير المنتدب بوزارة الخارجية المغربية قد أعلن مؤخرا أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لا تعني الاعتراف ب"الدولة الصحراوية"، بل إن تلك الادعاءات ليست "إلا محاولة لإخفاء الفشل الذي منيت به الجزائر والبوليساريو".
وقال أيضا إن عودة المغرب للاتحاد لن تغير شيئا في مواقفه الثابتة والراسخة من ملف الصحراء المغربية.
وإلى جانب الأعمال الاستفزازية لبوليساريو بالقرب من الجدار، أطلق زعماء في الجبهة تصريحات متوترة شملت التلويح ب"الخيار العسكري"، وهي تهديدات عبثية دأبوا على إطلاقها.
وتحركت جبهة البوليساريو مؤخرا في أكثر من اتجاه منذ اعلان القمة الافريقية ال28 في أديس أبابا عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي.
وآخر هذه التحركات عقدها مؤتمرا موسعا ضم كبار قادتها العسكريين وهو الأول منذ وفاة زعيمها الانفصالي محمد عبدالعزيز وقد حمل المؤتمر اسمه وحضره قائد الجبهة إبراهيم غالي.