كان للخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 39 لانطلاق المسيرة الخضراء الوقع المؤلم على مسامع قادة انفصاليي البوليساريو و من يقف خلفهم ، حينما أكد الملك محمد السادس على أن المغرب في صحراءه و الصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، و أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أقصى حد للتفاوض بين المغرب و ما يسمى بجبهة البوليساريو ، فلم يجد الانفصاليون بدا من التلويح بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب .. و في محاولة لإثبات الذات ، أقدمت جبهة البوليساريو الانفصالية مستهل الأسبوع الجاري على إجراء مناورات عسكرية بأوامر وتعليمات من صانعتها الجزائر بمنطقة "آغوينيت " التي تتواجد خلف الجدار الرملي بالصحراء المغربية بحسب وسائل إعلامية جزائرية التي عرضت إحدى قنواتها الفضائية استعراضا عسكريا لفلول انفصاليي البوليساريو أظهر مجموعة من المدرعات و الآليات المدفعية الثقيلة و كذا مضادات أرضية ، فضلا عن عشرات المقاتلين اللذين كانوا يتقدمون المركبات العسكرية .. و يذكر أن الخائن المنشق زعيم "جبهة البوليسلريو" محمد ولد عبد العزيز المراكشي كان قد أكد من خلال هكذا أبواق جزائرية بأن هذا العام سيكون حاسما بالنسبة لما أسماه ب"مصير الشعب الصحراوي" ؟ فهل سيأخذ المغرب تهديدات الانفصاليين بالعودة إلى حمل السلاح على محمل من الجد ؟ و كيف ستتعامل قوات "البوليساريو" مع واقع جديد للحرب بجغرافية مختلفة عن سابق عهدها في وقت أن وقف إطلاق النار بالمنطقة التي تشرف عليه قوات "المينورسو" لا يزال ساري المفعول حتى اللحظة .. ؟ و لعل تواجد جدار أمني بالصحراء المغربية يبلغ طوله 2720 كلم و على ارتفاع 3 أمتار كان قد بدأ في تشييده الراحل الحسن الثاني في العام 1980 و دامت فترة إنجازه سبع سنوات ،بالاعتماد على تقنيات خبراء مغاربة في مجال الهندسة العسكرية(GENIE MILITAIRE)يعتبر بمثابة السد المنيع أمام أي اختراقات لعصابات الانفصاليين للحد من مجال مناوراتهم العسكرية .. جدار أمني يتشكل من أحزمة رملية و أسلاك شائكة و حفر مضادة للدبابات إلى جانب حقول ألغام على طول امتداده، مدعومة بوسائل للمراقبة وأجهزة الرادار المتطورة.. إذا ،فإستراتيجية حرب العصابات التي لطالما عودتنا عليها قوات "البوليساريو" بالأمس خلال حرب الصحراء لن تفلح اليوم في بلوغ أهدافها الإجرامية حيث سيكون مآلها الفشل ، نظرا للواقع الجغرافي الجديد المتمثل في الجدار الأمني الضخم الذي بخر آمال المرتزقة و بعثر أوراق جنرالات الجزائر .. محمد فلالي: صحفي(ضابط صف سابق) باحث في الميدان العسكري.