أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار رسميا مسار المفاوضات مع باقي الأحزاب السياسية الفائزة بمقاعد في مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة أخنوش رئيسا لها، وكانت البداية مع عبد اللطيف وهبي الذي استقبله اليوم الاثنين في الرباط وكانت بمعيته القيادية النافذة في حزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري. وعلم "الأيام24" أن هذه المشاورات التي افتتحت بلقاء زعيم الحزب الذي حلّ ثانيا، ستتواصل مع بقية زعماء الأحزاب الراغبة في الانضمام إلى الأغلبية الحكومية حيث ستستمر هذه الجولة لأيام على أن تعقُبها جولة ثانية للتفاوض حول تشكيلة الحكومة وتوزيع الحقائب مع الأحزاب التي تم التوصل معها إلى اتفاق نهائي.
ولحزب التجمع الوطني للأحرار شرط رئيس لقبول التحالفات هو رغبته في عدم المس ببرنامجه الانتخابي وتطبيق كل ورد فيه من وعود ظلت ترددها القيادة في أيام الحملة الانتخابية، وهذا ما أكده رشيد الطالبي العالمي الوزير السابق والقيادي في "الحمامة" في تصريح للصحافة.
وبعد التشاور مع وهبي عن الأصالة والمعاصرة، سيلتقي الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، ثم ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، احتراما للترتيب الذي أفرزته صناديق الاقتراع.
وبعد إعلان النتائج النهائية قال حزب الاستقلال إن المرحلة المقبلة تتطلب وجود حكومة قوية متضامنة ومنسجمة وقادرة على أجرأة النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع وبكفاءة عالية.
ثم قدم الحزب مقاسات جلباب الحكومة التي يريد، وأكد في بلاغ له أن الحكومة القادمة مطالبة ب"إحداث قطيعة مع مسارات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، واستعادة الثقة في المؤسسات، وبعث الأمل في نفوس الشباب والنساء، وإنصاف العالم القروي، والمناطق الحدودية، والطبقة الوسطى وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، ومحاربة الفقر والهشاشة، إضافة إلى تعبئة الجبهة الداخلية وترصيدها لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجهها بلادنا".
أما حزب الأصالة والمعاصرة ورغم الحرب الإعلامية التي اندلعت بينه والتجمع للوطني للأحرار قبل الانتخابات، فقد بدا أكثر تحمسا لدخول الحكومة بعد أن نفذ صبره في مقاعد المعارضة التي تموقع فيها منذ أول انتخابات دخلها بعد تأسيسه.
ففي ليلة الجمعة الماضية اجتمع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة وأكد "أنه مستعد لخدمة الصالح العام من جميع المواقع وليست لديه خطوط حمراء".
وأوضح أن أعضاء المكتب السياسي جددوا "الدعوات المتكررة التي مافتئ حزب الأصالة والمعاصرة يعبر عنها منذ مؤتمره الرابع خلال فبراير 2020، حيث القطع مع جميع الخطوط الحمراء، وأن الأهم بالنسبة للحزب هو احترام برنامجه الانتخابي، وتوجهاته الكبرى، ومبادئه الديمقراطية الحداثية التي لا تنازل عنها".