يواصل آلاف الأشخاص الانتظار حول "مطار حامد كرزاي الدولي"، بوابة أفغانستان المفتوحة إلى العالم الخارجي، إثر سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة كابل. ويعد الأطفال من بين أكبر ضحايا الفوضى الحاصلة في منطقة محيط المطار، والعطش ودرجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 35 درجة. الأطفال يلعبون أحيانا غير مبالين بالفوضى المحيطة بهم ويلتزمون أحيانا بجانب ذويهم إذا ما انتابهم الخوف، كما يواجهون خطر السحق نتيجة الازدحام حول المطار. ويقوم الجنود الأتراك العاملون في أفغانستان بمد يد العون لأولئك الذين ينتظرون الإجلاء عند نقاط التفتيش بالمطار، كما يقومون أثناء تسيير دورياتهم بتوزيع الطعام والمياه على الأطفال. ويسيطر حوالي 4500 جندي أمريكي مؤقتا على مطار كابل، كما يقوم حوالي 900 جندي بريطاني بدوريات في الموقع في إطار جهود تأمين رحلات إجلاء الرعايا الأجانب وزملائهم من الأفغان. ويقيم مسلحو "طالبان" نقاط تفتيش حول محيط المطار، ويمنعون المواطنين الأفغان من الدخول دون وثائق سفر، حسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على المنافذ الحدودية، وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلا إنه قام بذلك ل"منع وقوع مذبحة". وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طيلة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية. وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 غشت الجاري.