على الرغم من اليد الممدودة للمغرب، لتجاوز الخلافات بين البلدين، عاد قائد الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، إلى الترويج مجددا لأطروحة "البوليساريو"، وأعاد تكرار أسطونة الصحراء بكونها "آخر مستعمرة في افريقيا"، وكذا تسويق مقولة "حق تقرير المصير". و أقحم سعيد شنقريحة، في لقاء مع واين القاسم، الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بمالي، رئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة الأبعاد لتحقيق الاستقرار بمالي "مينوسما"، قضية الصحراء المغربية.
وجدد شنقريحة، العداء للمغرب، حيث قال إن "الصحراء تبقى آخر مستعمرة في إفريقيا، ويأمل شعبها في التعبير بحرية عن تقرير مصيره"، مذكرا بموقف الجزائر إزاء قضية الصحراء المغربية.
وأصر قائد أركان الجيش الجزائري على وصف المغرب ب"المحتل"، موردا في كلمته التي نقلتها قصاصة لوكالة الأنباء الرسمية، أن "تصرفات المحتل الهادفة إلى ضم الأراضي الصحراوية بالقوة وتحييد مفهوم مراقبة مدى احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، تتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي"، حسب تعبيره.
ومنذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، و لا أطماع لها في الإقليم، وإنها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نونبر 2020 حينما تدخل المغرب لطرد "البوليساريو"، من معبر الكركرات، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني الاستراتيجي.
تصريحات قائد الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، حول الصحراء، تأتي أياما قليلة، على رفض عبد المجيد تبون، الرد على دعوة المغرب لبلاده من أجل الحوار وتجاوز الخلافات وفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ تسعينات القرن الماضي.
وردا على سؤال بخصوص دعوة المغرب للجزائر بشأن فتح الحدود بين البلدين وطي صفحة الخلافات، تحاشى تبون التفاعل مع هذه الدعوة، وتطرق للحديث عن التصريحات الأخيرة، لعمر هلال، السفير الدائم بالامم المتحدة، بشأن ملف "القبايل".
وكان الملك محمد السادس، قد دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العمل سويا على "تطوير العلاقات الأخوية"، مؤكدا أن الوضع الحالي للعلاقات مع الجزائر "ليس في مصلحة شعبي البلدين، كما أنه غير مقبول من طرف العديد من الدول".
وسبق للملك محمد السادس أن اقترح أواخر العام 2018 إحداث آلية للحوار الثنائي، بينما ردت الجزائر بشكل غير مباشر بالدعوة إلى اجتماع لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) الذي يعد مجمدا عمليا.