مع دنو عيد الأضحى ترتفع التخوفات من حدوث انتكاسة وبائية جديدة، وهو الأمر الذي حذّرت منه وزارة الصحة بسبب ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا وكذا الحالات الحرجة وعدد الوفيات في اليومين الأخيرين وعّللت ما وصلت إليه الحالة الوبائية ببلادنا بعدم الإلتزام بالإجراءات والتدابير الإحترازية، خاصة بعد فتح الحدود وبدء العطلة الصيفية والرفع التدريجي للحجر الصحي الليلي. وبهذا الخصوص، وقف مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفيدرالية الوطنية للصحة وعضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح في تصريحه ل "الأيام 24" عند ارتفاع عدد حالات الإصابة بالوباء بعد أن سُجّلت أمس الأربعاء 776 حالة مؤكدة وأربع حالات وفاة، قبل أن يشير إلى أنّ العدد الإجمالي للحالات الخطيرة أو الحرجة وصل إلى 241 حالة.
وفي سؤالنا عن إمكانية عودة الأزمة الوبائية، مثلما وقع في السنة الماضية في عيد الأضحى، الشيء الذي عجّل بخروج قرارات حكومية مفاجئة، أكد بالقول إنّ عدم احترام التدابير الموصى بها من الممكن أن يعيدنا إلى نقطة الصفر.
ونبّه من إمكانية تكرار سيناريو السنة المنصرمة، وهو يحذّر من مغبة وقوع انتكاسة وبائية في حالة عدم التزام المواطنين باتخاذ الإحتياطات الضرورية رغم تنبيه وزارة الصحة بوجوب اليقظة وعدم التراخي، قبل أن يردف إنّ استمرار ارتفاع عدد المصابين بالوباء قد يدفع إلى تشديد الإجراءات الإحترازية مرة أخرى.
ودعا المواطنين إلى ضرورة الإلتزام بالتدابير الوقائية، من بينها ارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي وتجنب التجمعات غير الضرورية تلافيا لأي تشديد محتمل.
وأفصح أنّ تلقيح المواطنين لم يتجاوز وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، الثلاثين في المائة، الأمر الذي يفرض على حد تعبيره، انخراط الجميع في مواجهة الجائحة إلى حين تحقيق المناعة الجماعية بعد أن قطعت الحملة الوطنية للتلقيح أشواطا مهمة.
ولم يفته أن يقف عند خطورة المتحوّرة "دلتا" التي جعلت العديد من الدول تعود إلى الإغلاق، مثلما حدث في أستراليا وغيرها، وهو ينذر من عواقب عدم أخذ الأمور على محمل الجد، خاصة وأننا على مقربة من عيد الأضحي الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو السنة المنصرمة، ما دفع الحكومة حينها إلى تمديد حظر التجول الليلي خلال أيام العيد وبعده.