جاء اللقاء العابر الذي روجت له الحكومة الاسبانية بين بيدرو سانشيز والرئيس الامريكي جو بايدن مخيبا للأمال خاصة وأن بايدن لم يبرمج أي لقاء مع رئيس الحكومة لإسبانية الذي حاول الاقتراب من بايدن ومحادثته وقوفا في دردشة سريعة لم تتجاوز بضع ثوان. هذه الدردشة الخفيفة غير المبرمجة لا ترقى إلى لقاء، جعل الصحافة الإسبانية تهاجم رئيس الحكومة الذي كان يعول على لقائه ببايدن للحديث عن الا.مة الاخيرة مع لمغرب.
وقالت الصحف الإسبانية إن سانشيز حاول تسويق لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش قمة حلف الأطلسي "ناتو"، الذي دام قرابة 29 ثانية، على أنه لقاء تاريخي يؤكد متانة العلاقة بين البلدين.
وظهر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز رفقة جو بايدن في فيديو وهما بالكاد يتحدثان، في الطريق نحو القاعة المخصصة للاجتماعات، قبل أن ينصرف سانشيز وحده، وجرى الترويج، قبل ذلك، على أن هذا اللقاء كان فرصة لفتح ملف الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا لكن الحقيقة غير ذلك، وهو ما أثار موجة من السخرية على سانشيز في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت "إل موندو" :"بضع ثوانٍ وخطوات قليلة معًا، هذا هو الاجتماع الثنائي الذي طال انتظاره بين رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ورئيس الولاياتالمتحدة جو بايدن"، وأضافت أنه اجتماع قصير من نصف دقيقة تبادل فيه الطرفان بضع كلمات واحتفلت به الرئاسة الإسبانية، ولم يكن كافيا لتدارس الملفات الكبرى.
وقالت إذاعة "COPE" إن برنامج الرئيس الأمريكي لا يتضمن ما يفيد بأنه سيجتمع مع رئيس الحكومة الإسبانية، في الوقت الذي يتضمن لقاء مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بعد زوال اليوم الاثنين.
ويرى مراقبون أن بايدن بعث برسالة غير مباشرة إلى المغرب بالتزامن مع مناورات الأسد الأفريقي التي تجري اطوارها في الصحراء . وهو ما يعني أنه لن يتدخل في الأزمة بين مدريد والرباط والتي يضغط فيها المغرب حتى الان على إسبانيا منذ استقبالها لابراهمي غالي زعيم البوليساريو.
وكانت وسائل إعلام إسبانية قد تحدثت عن وساطة محتملة طلبتها مدريد من واشنطن للدخول على خط الأزمة السياسية مع المغرب التي تهدد العلاقات بين البلدين.
ويذكر أن إسبانيا اتجهت إلى الولاياتالمتحدة الأميركية على أمل أن تساهم في حل الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين مدريد والرباط، حيث أجرت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، اتصالا هاتفيا مع نظيرها الأميركي، أنتوني بلينكن، وأبلغته أن قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، كانت له عواقب على إسبانيا.