هاجمت الصحافة الإسبانية رئيس حكومتها بيدرو سانشيز بعد محاولة تسويق لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش قمة حلف الأطلسي "ناتو"، الذي دام قرابة 20 ثانية، على أنه لقاء تاريخي يؤكد متانة العلاقة بين البلدين. وظهر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز رفقة جو بايدن في فيديو وهما بالكاد يتحدثان، في الطريق نحو القاعة المخصصة للاجتماعات، قبل أن ينصرف سانشيز وحده، وجرى الترويج، قبل ذلك، على أن هذا اللقاء كان فرصة لفتح ملف الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا لكن الحقيقة غير ذلك، وهو ما أثار موجة من السخرية على سانشيز في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت "إل موندو" :"بضع ثوانٍ وخطوات قليلة معًا، هذا هو الاجتماع الثنائي الذي طال انتظاره بين رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ورئيس الولاياتالمتحدة جو بايدن"، وأضافت أنه اجتماع قصير من نصف دقيقة تبادل فيه الطرفان بضع كلمات واحتفلت به الرئاسة الإسبانية، ولم يكن كافيا لتدارس الملفات الكبرى.
ومن جهتها، قالت إذاعة "COPE" إن برنامج الرئيس الأمريكي لا يتضمن ما يفيد بأنه سيجتمع مع رئيس الحكومة الإسبانية، في الوقت الذي يتضمن لقاء مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بعد زوال اليوم الاثنين.
مصادر حكومية إسبانية حاولت التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة لسانشيز بعد هذا اللقاء العابر الذي اعتبر هناك انتقاصا من قيمة الدولة الاسبانية ووزنها، وقالت إن :"لقد أراد كلاهما تحية بعضهما البعض وإنشاء اتصال أول. هذه هي الطريقة التي وافق عليها فريقا البروتوكول، وأن الاتفاق تم على أن تلتقط الكاميرات تحية سانشيز وبايدن كدليل على العلاقة الممتازة القائمة بين البلدين".
وكانت وسائل إعلام إسبانية قد تحدثت عن وساطة محتملة طلبتها مدريد من واشنطن للدخول على خط الأزمة السياسية مع المغرب التي تهدد العلاقات بين البلدين.
ويذكر أن إسبانيا اتجهت إلى الولاياتالمتحدة الأميركية على أمل أن تساهم في حل الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين مدريد والرباط، حيث أجرت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، اتصالا هاتفيا مع نظيرها الأميركي، أنتوني بلينكن، وأبلغته أن قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، كانت له عواقب على إسبانيا.