سحب المغرب، ملف قضية التدفق الجماعي للمهاجرين على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، من يد إسبانيا، التي استغلت المسألة للركوب عليها، من خلال محاولة كسب تعاطف أوروبي، في خلافها مع الرباط، على خلفية استقبال مدريد لزعيم البوليساريو، على أراضيها بهوية جزائرية. وفي هذا الصدد، رحب الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، بقرار المغرب التسوية النهائية لقضية القاصرين المغاربة غير المرفوقين الموجودين في وضعية غير نظامية في بعض الدول الأوروبية.
وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي، "أرحب بهذا الإعلان المهم للمغرب اليوم بشأن إعادة قبول القاصرين غير المرفوقين".
وأبرز المسؤول الأوروبي، في تصريح على حسابه على "تويتر"، "سنواصل تعاوننا الوثيق مع المغرب لرفع تحديات الهجرة وتعزيز شراكتنا الثنائية بما يخدم المصلحة المشتركة".
وكان بلاغ لوزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أعلن، في وقت سابق، أن الملك محمد السادس، تفضل بتجديد التأكيد على تعليمات جلالته السامية للوزيرين المكلفين بالداخلية والشؤون الخارجية من أجل التسوية النهائية لقضية القاصرين المغاربة غير المرفوقين الموجودين في وضعية غير نظامية في بعض الدول الأوروبية.
وذكر البلاغ أن الملك كان قد أكد في عدة مناسبات، بما في ذلك لرؤساء دول أجنبية، التزام المملكة المغربية، الواضح والحازم، بقبول عودة القاصرين غير المرفوقين الذين تم تحديد هويتهم على الوجه الأكمل.
وأكد البلاغ أن المغرب مستعد للتعاون، كما دأب على ذلك، مع البلدان الأوروبية والاتحاد الأوروبي من أجل تسوية هذه القضية، مشيرا الى أن المملكة تأمل في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والبلدان المعنية من تجاوز الإكراهات المسطرية لتسهيل هذه العملية.
وتشهد العلاقات بين المغرب واسبانيا حاليا أزمة، على خلفية استضافة الأخيرة لزعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي من أجل العلاج من فيروس كورونا ب"هوية مزيفة"، منذ 21 أبريل الماضي.
وأثار وجود زعيم البوليساريو في إسبانيا غضب الرباط، حيث هددت الأخيرة بعدم رد السفيرة إلى مدريد حال غادر غالي إسبانيا بنفس السرية التي استخدمها عند وصوله إليها في منتصف إبريل.
ومنذ أيام عدة تطالب الرباط بإلحاح بتحقيق "شفاف" حول ظروف وصول زعيم جبهة البوليساريو الذي تؤكد الأجهزة المغربية أنه سافر بطريقة "احتيالية" وب"جواز سفر مزوّر".
وكانت الطريقة التي دخل بها إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى مدريد عبر جواز سفر مزور في أبريل الماضي، قد أحدثت جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضي، خصوصا وأن المنظمة التي تزعم قيادتها لجمهورية لا تحوز أي شرعية دولية، بحيث لا تعترف بها الأممالمتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي.
فيما ردت إسبانيا على رفض المغرب إعادة سفيره إلى أراضيها قبل حل الأزمة، بأن مدريدوالرباط في حاجة لبعضهما ويجب إصلاح العلاقات.