GETTY IMAGES "مهمتي الأكبر في كل ليلة هي جعل فتاتيّ تنامان قبل بدء القصف" تناولت صحف بريطانية التصعيد المستمر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لا سيما في قطاع غزة، حيث نشرت صحيفة التايمز شهادة لعاملة إنسانية تعيش مع عائلتها في القطاع، فيما سلطت الغارديان الضوء على العنف بين الفلسطينيين واليهود في مدن الداخل الإسرائيلي وأسبابه. أما في التلغراف، فقد كتب جون بولتون، مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة السابق مقالا حمل فيه حماس وإيران مسؤولية التطورات الأخيرة. نشرت صحيفة التايمز شهادة لنجوى شوا، أحد سكان غزة، وتحدثت عن تجربتها وعائلتها في العيش في القطاع على وقع القصف المتزايد في الأيام الأخيرة. وتقول شوا: "مهمتي الأكبر في كل ليلة هي جعل فتاتيّ تنامان قبل بدء القصف. نتناول العشاء، تنظفان أسنانهما وأضعهما في الفراش وأقرأ لهما قصة". وتضيف: "نبقي النوافذ مفتوحة حتى لا ينكسر الزجاج. عندما سقطت القنابل على مقربة، ركضنا جميعا إلى الممر، بعيدا عن النوافذ وأطراف المنزل، نجلس ونعانق بعضنا البعض. أحاول أن أقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، أو أغني أو ألعب، لكن القصف أعلى بكثير من صوتي". توضح شوا أنها تعيش مع عائلتها المكونة من زوج وابنتين في منزل مؤلف من ثلاث غرف نوم من طابقين على الشاطئ. هي عاملة في المجال الإنساني وتدرّس اليوغا، وزوجها جاسم مترجم مستقل. وتقول: "عندما تسقط القنابل في مكان قريب، نحاول أنا وجاسم التزام الهدوء والعقلانية، وإخبار الفتاتين أنهما ستكونان بخير. لكن يمكنهما رؤية وسماع اهتزاز المنزل والزجاج المتطاير. انها تدوم لفترة طويلة. في مرحلة ما، تبدأ في الشعور وكأنك يجب أن تستسلم فقط لأنك تعلم أنه لا يمكنك فعل الكثير حيال ذلك". وتضيف: "كل يوم يأخذنا من طرف إلى آخر. عندما تبدأ في الاسترخاء قليلا وتغمض عينيك، تسقط قنبلة بالقرب منك وتشعر كما لو أن دمك قد توقف عن الضخ". وتتحدث نجوى الشوا عن إصرار الفتاتين على ارتداء الملابس الجديدة بمناسبة عيد الفطر: "قمنا بتصفيف شعرهما والتقطنا صورا لهما. خرجتا إلى الشرفة وكانتا تتحدثان مع أطفال الجيران، وأظهروا لبعضهم البعض ملابسهم الجديدة. تقول شوا إن الفتاتين بدءا باللعب بشكل مختلف. "الآن تبنيان المنازل والأبراج بكتل خشبية. كانا تفعلان ذلك قبل أيام، وفجأة سمعتهما يتحدثان عن الصواريخ. كانتا تقولان، "الآن الصاروخ يطير، والآن يضرب ذلك البرج، والآن يضرب ذلك المنزل. بوم، لقد انهار". وعن الوضع المعيشي الصعب في غزة تقول الكاتبة: "قبل هذا التصعيد، كانت غزة تعاني بشكل كبير. في الشهر الماضي جاءني عشرات الأشخاص إليّ وإلى زملائي في الشارع يتسولون، ويطلبون شيكلا واحدا فقط. معظمهم عاطلون عن العمل. أولئك الذين يعملون يكسبون مئتي دولار فقط في الشهر وهم مدينون. يتم طردهم من منازلهم لأنهم غير قادرين على دفع الإيجار". وتضيف "عدم القدرة على وضع الطعام على المائدة هو حقيقة واقعة لأكثر من 60 في المئة من سكان غزة. نقص الكهرباء ونقص المياه. هذه ليست أشياء عاطفية أقولها. هذه حقائق". وتختم مقالها بالقول: "عندما ينتهي هذا، لن أغادر. غزة بيتي. لكن عندما تنتهي الفتاتان من المدرسة الثانوية، أريدهما أن يغادرا. لا أرى مستقبلهما هنا. "يجب أن نحب بعضنا البعض أو نموت" GETTY IMAGES الخطاب المعادي للعرب من السياسيين اليمينيين تجاوز الخط إلى التحريض بالانتقال إلى صحيفة الغارديان، نشرت الصحيفة البريطانية مقالا بعنوان "كيف حدث أن قام يهود وعرب إسرائيل ضد بعضهم البعض؟" لداليا شايندلن، ترى فيه أن "الهجمات الصاروخية التي لا نهاية لها لم تعد صادمة، لكن الانقسامات التي ظهرت على السطح بعنف في المدن الإسرائيلية أرعبت البلاد". ترى الكاتبة أن الإسرائيليين "أصيبوا بالذهول - والرعب - لرؤية بلدات داخل الدولة تنفجر في أعمال عنف بين المواطنين اليهود والفلسطينيين". وتوضح أنه "منذ تأسيس إسرائيل، لم يستطع أحد أن يتذكر موجات من الناس هاجموا الناس والممتلكات والرموز والمدنيين". وقد بدأت أعمال العنف يوم الثلاثاء وامتدت إلى بلدات في أنحاء البلاد ولم تنته بعد. بالنسبة للفلسطينيين، ترى شايندلن أنهم كانوا يعبرون خلال تظاهرات في الأسابيع الأخيرة في إسرائيل، عن غضبهم من أحداث القدس التي عجلت بالتصعيد الإسرائيلي الفلسطيني الأخير. كانوا يعبرون عن تاريخ طويل من اليأس. غالبا ما يشبه هؤلاء المواطنون أنفسهم بالأمريكيين الأفارقة: فقد استبعدوا أيضا من الأمة منذ تأسيسها. وتشترك المجموعتان في تاريخ طويل من التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يستمر حتى اليوم". وردت الكاتبة "تدهور الوضع السياسي للفلسطينيين في إسرائيل" إلى "المشاكل الاجتماعية والاقتصادية". فعلى مدى العقد الماضي، " أصدرت إسرائيل قوانين تستهدف حقوق المواطنين الفلسطينيين، وبلغت ذروتها في قانون "الدولة القومية" لعام 2018 ، ورفعت اليهود إلى مكانة أعلى في إسرائيل". وتوضح أن "الخطاب المعادي للعرب من السياسيين اليمينيين تجاوز الحد إلى التحريض". وتقول إن "المشاغبين اليهود يعيشون في واقع مختلف. يجلس اليهود على رأس الهرم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في إسرائيل. العصابات التي لا تزال تطارد البلدات الإسرائيلية تصرخ "الموت للعرب" لديها قوة هائلة وتريد المزيد. الحزب الذي يمثل أفكارهم يسمى القوة اليهودية. والقوة متاحة لهم في كل مكان. تظهر التقارير مثيري شغب يهود في اللد مع رجال الشرطة إلى جانبهم وهم يرشقونهم بالحجارة - ولم يتم القبض على أي منهم إلا بصعوبة. يهود من مستوطنات متطرفة في الضفة الغربية انضموا إلى أعمال الشغب في اللد". وتختم شايندلن بالحديث عن إمكانية جعل العرب واليهود يعيشون معا مرة أخرى، وتستعير لذلك مقولة للشاعر الأمريكي و.ه. أودن: "يجب أن نحب بعضنا البعض أو نموت". GETTY IMAGES اختراقات مثل الاعتراف الدبلوماسي الإماراتي والبحريني بإسرائيل من المستبعد للغاية في المستقبل المنظور المفاوضات مع إيران ليست هي الحل ونختم مع صحيفة التلغراف ومقال لجون بولتون وهو مستشار سابق للأمن القومي للولايات المتحدة. ورأى بولتون أنه "لا يمكن لإسرائيل أن تأمل في ردع المنظمة الإرهابية من خلال المفاوضات وحدها". وبرأيه، فإن كل الأسباب التي قدمت لجولة العنف الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين "لا يمكن أن تبرر الإرهاب ضد المدنيين الأبرياء، ناهيك عن إطلاق حوالي 1500 صاروخ على إسرائيل من قطاع غزة". ويضيف: "حماس، وربما حزب الله الآن (صواريخ أطلقت مؤخراً من لبنان) كانتا تعلمان أن عدوانهما سيثير انتقاما إسرائيليا قويا". ويرى بولتون أن السبب الحقيقي خلف ما يجري هو أن "طهران تريد بشدة تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. والفوضى في اسرائيل تناسب اغراضها. كان لحركة حماس، التي تأمل أن تتفوق على السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الصوت العربي الرئيسي في غزةوالضفة الغربية، أسبابها الخاصة لتحذو حذو إيران". ويقول بولتون إن الأعمال العدائية قد تكون أنهت عقد الصفقات بشأن تحالف اسرائيلي جديد محتمل. "وقد يؤدي العنف الكبير بين العرب واليهود داخل إسرائيل نفسها إلى عدم استقرار طويل الأمد، لا يفيد سوى الإرهابيين والمتطرفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط". ويرى أن "انجازات مثل الاعتراف الدبلوماسي الإماراتي والبحريني بإسرائيل من المستبعد للغاية تكرارها في المستقبل المنظور - وهو فوز آخر لإيران. وبينما تكون إسرائيل منشغلة، من المحتمل أن تخطط إيران لمزيد من الشحنات السرية للأسلحة والإمدادات إلى لبنانوسوريا والعراق". ويضيف بولتون أن "المفاوضات مع إيران ليست هي الحل. وأن إسرائيل التي تمتلك حق الدفاع عن النفس، ستكون أكثر حكمة إذا قضت على حماس كقوة عسكرية الآن مرة واحدة وإلى الأبد، بعدما كانت لديها فرصة مماثلة لتدمير حزب الله، خلال حرب لبنان عام 2006، وهو ما كان بالفعل هدف إسرائيل المعلن. ومع ذلك، فإن الفشل في المتابعة ترك حزب الله القوة المهيمنة في لبنان، وسمح لإيران بتوسيع وجودها في سوريا. ويشكل حزب الله اليوم تهديدا أكبر مما كان عليه قبل 15 عاما. ولا ينبغي لإسرائيل أن تتجاهل هذا الدرس".