لا تكلّ الجزائر عن كشف نواياها السيئة وسلوكها العدواني تجاه المغرب من خلال احتضان "البوليساريو" ودفعه لاستفزاز المملكة من خلال إقامة مراكز عسكرية على الحدود المغربية الموريتانية، وذلك بغاية إجباره على الدخول في حرب محتملة تشعل المنطقة برمتها. هذا التصرف دفع المغرب إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لردع أي هجوم محتمل للأعداء الذين يتربصون به، حيث حشد قواته في المنطقة الجنوبية وأقام هو أيضا مراكز عسكرية لمواجهة أي خطر محتمل يهدد المنطقة. عبد الرحمان مكاوي الخبير الأمني والعسكري في حديث خص به "الأيام24"، يرى بأن هذه التحركات لها "أبعاد متعددة أهمها التشويش على الزيارة الملكية للبلدان الإفريقية، والاختراق الناجح للمغرب في إفريقيا وخاصة تلك الدول المساندة لجبهة البوليساريو والجزائر، كما أن هذه الاستفزازات تأتي كمحاولة إجهاض رجوع المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي". وتابع الخبير العسكري بالقول إن "هذه الاستفزازات العسكرية لا يقصد بها إشعال المنطقة، كونها لا تغدو سوى مناوشات، لأن الدول العظمى، وفق المتحدث نفسه، "ليست راغبة في تحميل المنطقة أكثر مما تحمله الآن من مشاكل الإرهاب والتهريب والاتجار في المخدرات، وبالتالي فالمنطقة ملتهبة ومشتعلة، لذلك فنزاع الصحراء لا يعتبر أولوية من أولويات أعضاء مجلس الأمن الدائمين والدول الكبيرة في العالم في هذه الفترة ".
وأكد مكاوي أن الجزائر أيضا " تعاني من مشاكل داخلية والشيء نفسه بالنسبة لموريتانيا، تمنعها من خوض حرب مع جيرانها "، وبالتالي يضيف الخبير العسكري،" لا تعدو هذه التلميحات بالحرب ومحاولة استفزاز المغرب ، سوى زوبعة في فنجان بمناوشات لها أبعاد سياسية أكثر منها أبعاد عسكرية، الغرض منها التشويش ولفت الأنظار ومحاولة إثبات الذات"، لكن في الوقت نفسه، يستطرد المتحدث ذاته " هذا لا يعني أن المغرب لا يأخذ هذه المناوشات بعين الاعتبار فالجيش المغربي اتخذ جميع الإجراءات الاحترازية تحسبا لوقوع الحرب، لأن هؤلاء معتادون على الغدر" ، يضيف مكاوي وحتم مكاوي بالقول "لهذه الاعتبارات فالمغرب اتخذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة، ويتابع تحركات العدو عن قرب، بل أنشأ ثكنات متقدمة، حيث أعلن النفير العام في القوات الملكية المغربية في القيادة الجنوبية للجيش المغرب ".