قدم محمد مصباح، باحث في معهد “تشاثام هاوس” البريطاني، قراءاته لسيناريوهات الحرب في الصحراء، مرجحا حدوث مناوشات دون الوصول إلى حالة الحرب الشاملة لأسباب مرتبطة بالسياق الإقليمي ومواقف الدول الكبرى. الباحث ذاته قال في حديث مع أسبوعية “الأيام”، إن المغرب يتوفر على عناصر قوة تجعله متفوقا على “البوليساريو” التي تدرك أنها ستكون الطرف الخاسر في حالة دخولها في مواجهة مسلحة مع المغرب، كما أن الجزائر تبدو على الراجح غير مستعدة لتحمل كلفة الحرب نظرا للمشاكل الاقتصادية والسياسية الداخلية بسبب انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية وأيضا خوض مرحلة ما بعد بوتفليقة. وأفاد خالد الناصري، وزير الاتصال الأسبق، أن المغرب لن يكون البادئ بإشعال الحرب، وإذا فرض عليه أن يدافع عن نفسه سيفعل ذلك، لكنه لن يخرق مقتضيات وقف إطلاق النار. أما الخبير ابراهيم اسعيدي، فقد استبعد في حديث له مع “الأيام” قيام حرب أو مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش المغربي وقوات جبهة البوليساريو الانفصالية، قائلا إن أقصى ما يمكن أن تصل إليه التوترات بالمنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي هو استمرار الاستفزازات من جانب البوليساريو التي تؤدي أحيانا إلى وقوع تصادمات عسكرية محدودة. وأضاف الخبير نفسه أن هذه الاستفزازات التي يتم التعبير عنها عن طريق التهديد بالعودة إلى الخيار العسكري أضحت تقليدا تمارسه البوليساريو، بدعم منظم من الجزائر، كلما حان الوقت في الأسبوع الأول من أبريل من كل سنة لتجديد مهام بعثة الأممالمتحدة بالصحراء “المينورسو” ومحاولة التأثير على الأمين العام في صياغة التقرير الذي يرفعه إلى مجلس الأمن. في المقابل، يرى المحلل السياسي محمد بن حمو أن اشتعال الحرب في المنطقة سيكون بين المغرب والجزائر، والبوليساريو لا يعدو أن يكون عود ثقاب، وبالتالي فالحديث عن الحرب بين المغرب والبوليساريو غير دقيق وغير صحيح، المواجهة المقبلة والمحتملة في حالة حدوثها ستكون بين المغرب والجزائر، لأن البوليساريو ليست إلا أداة تدفع بها الجزائر.