بعد سياسة ضبط النفس التي كان ينهجها المغرب منذ سنوات، من خلال اللجوء إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتقديم شكاوى ضد تحركات "البوليساريو" في المنطقة العازلة، التي تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991، يبدو أن صبر المغرب قد بلغ حدوده، هذه المرة، بعد أن خرق الانفصاليون الاتفاق مجددا عقب رصد تحركات لعناصر مسلحة فوق هذه المناطق، التي أرادها المغرب قبل ربع قرن أن تخضع لمراقبة قوات الأممالمتحدة "المينورسو" رغم أنها تابعة لسيادته، لفسح المجال أمام المفاوضات السياسية لحل النزاع المفتعل. وتؤكد التطورات السياسية والدبلوماسية والعسكرية خلال هذا الأسبوع أن المغرب سيتجه نحو الحل العسكري لمنع أي محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني في المنطقة، خصوصا أن التحركات على مختلف الأصعدة منذ يوم الأحد تجعلنا نعيش الأجواء التي تسبق إعلان الحرب. توقع عبد الرحمان المكاوي، الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، أن تمتد الحرب بين المغرب والبوليساريو – إذا اشتعلت-، لسنوات، موضحا في حوار مع "الأيام الأسبوعية"، ضمن ملف بعنوان:" يقود ترتيبها من باريس محمد السادس وهو ينهي فترة نقاهته..أجواء إعلان الحرب تخيم على المملكة"، أن المغرب "لن يواجه "البوليساريو" لوحدها، بل الجزائر بعتادها، وجنودها، ولهذا قد تدوم الحرب كما دامت الحرب العراقية الإيرانية لمدة ثماني سنوات، والمغاربة حضروا لكل السيناريوهات الممكنة لمواجهة هذه الاستفزازات المتكررة". وأضاف الخبير العسكري، أن كل المؤشرات، تؤكد على أن المنطقة ستعرف تطورات عنيفة في الأيام، والأسابيع المقبلة، وأن هناك نفير عام على مستوى المؤسسة العسكرية الدركية، بالإضافة إلى التعبئة الإعلامية. وعن مدى إمكانية تطور الأمور في حالة اشتعال حرب في المنطقة، قال "المكاوي"، إن جنزالات الجزائر، وعملاؤهم من البوليساريو، يراهنون على حرب قصيرة المدى، تمتد لساعات أو أيام كأقصى تقدير من أجل تحريك الملف دوليا.