بعد أشهر على واقعة حرق الجيش الجزائري لثلاث شبان صحراويين بالقرب من مخيمات تندوف قبل أن تطرق هذه النازلة باب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، برزت على السطح قضية أخرى تتعلق بوقوع مجموعة من الصحراويين، من ضمنهم موريتانيين تحت رحمة وابل من الرصاص انطلقت أولى طلقاته من فوهة أسلحة عناصر الجيش الجزائري. الهجوم وحسب المعطيات المتوفرة بين أيدينا، نجم عنه مقتل شخصين وإصابة آخر بجروح خطيرة، من بينهم شاب صحراوي يدعى أبو سعيد أحمد سالم الركيبي، كان قيد حياته يقطن بمخيم الداخلة.
القتلى ممن لفظوا أنفاسهم الأخيرة بعد أن صُوّبت نحوهم الذخيرة الحية، كانوا ينقّبون عن الذهب قبل أن يتفاجؤوا بوابل من الرصاص يتطاير حولهم قرب مخيم الداخلة.
منتدى "فورساتين" لدعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تقاسم في صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، حيثيات هذه الواقعة وتفاصيلها في تأكيد منه إنّ عناصر الجيش الجزائري استهدفت مجموعة من المنقبين عن الذهب وقتلت اثنين منهم، من ضمنهم صحراوي فضلا عن جرح آخرين.
وأضاء المنتدى حقائق أخرى في ارتباط بهذه الواقعة قبل أن يشير إلى أنّ عناصر الجيش الجزائري وبعدما عمدت إلى إطلاق النار صوب سيارات الشباب، لم توجه إليهم عبارات تحذيرية تثنيهم عن التقدم ولم تفتش في هوياتهم أو تقوم باعتقالهم وهو ما ينطوي وعلى حد تعبير المنتدى على نية مبيّتة من أجل تصفيتهم دون رحمة أو شفقة.
وتساءل المنتدى عن سبب عدم النبش في هوياتهم والبحث فيما إذا كانوا مدنيين أو من ممتهني التهريب، وهو يعيد إلى السطح واقعة حرق ثلاثة شبان من طرف الجيش الجزائري بعدما صبّ عليهم البنزين أثناء محاصرتهم في منطقة للتنقيب عن الذهب في فترة خلت.
وأضاف المنتدى: "بعد قتل من قتل وجرح الثالث، حجزت سياراتهم ولم يتم إخبار عائلاتهم عن مصيرهم" قبل أن يثير الإنتباه إلى تحرك مجموعة من الشباب بالقرب من مخيم الداخلة للبحث عن مصدر رزقهم، خاصة في الرعي والتنقيب عن الذهب.