يتجه المغرب نحو إعادة إعمار منطقة الكويرة الواقعة في أقصى الأقاليم الجنوبية وبسط سيادته عليها، مستقبلا وذلك بعد التطورات التي حصلت منذ تحرير معبر "الكركرات" الواقع بين المملكة المغربية وموريتانيا، في 13 نونبر من 2020. وتدرس الحكومة المغربية، إمكانية تشييد ميناء الكويرة وإعادة تعميرها، نظرا للدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه في الربط البحري بين الشمال والجنوب ومنطقة الساحل، وهو ما ظهر في روبورتاج لقناة الأولى، التي ذكرت ميناء الكويرة إلى جانب ميناء الداخلة وميناء المهيريز بالصحراء المغربية مما يؤكد فرضية توجه المغرب لإعادة إعمار المنطقة المتواجدة على الحدود مع موريتانيا.
إعمار الكويرة سيجذب أنظار العالم إليها لما تتوفر عليه من مؤهلات سياحية كبيرة، فحسب عدة خبراء في رياضة ركوب الأمواج "سورف"، فإن تنمية مدينة الكَويرة في السنوات القادمة سيحولها إلى قبلة عالمية لرياضة ركوب الأمواج إلى جنب مدينة الداخلة.
لكن هذه الخطوة تبقى رهينة بمفاوضات سياسية بين المغرب وموريتانيا، التي كانت تسيطر عليها إداريا.
وتعود قصة الكويرة، إلى سنة 1979، حينما كانت المنطقة مجرد قرية صيد صغيرة تحت سيطرة القوات المسلكة الملكية، وفي سنة 1989، استجاب الملك الراحل الحسن الثاني لتوسلات الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وانسحب الجيش المغربي من الكويرة لتسيطر عليها نواكشوط، بحكم أن المنطقة متنازع عليها وتشهد بين الفينة و الأخرى مناوشات بين المغرب و"البوليساريو"، وكانت موريتانيا ترغب في السيطرة عليها وتأمينها بحكم قربها لمدينة نواديبو الموريتانية التي تضم ميناءا كبيرا للصادرات الموريتانية، والمتنفس الاقتصادي للبلاد.