استنفر الجيش المغربي من جديد قواته العسكرية بمنطقة "الكركارات"، على الحدود المغربية الموريتانية، وهي التحركات التي لم يعرف إلى حد الآن سببها الحقيقي، وسط تضارب الكثير من الروايات. مصادر ل "الأيام 24" أكد أن علاقات المغرب مع جاره الجنوبي دخلت من جديد مسلسل شد الحبل، وفصلا جديدا من فصول الأزمة التي خيمت على علاقات البلدين منذ تولي الرئيس الموريتاني الحالي ولد عبد العزيز رئاسة الجمهورية في العام 2008 عبر انقلاب عسكري. وبحسب ذات المصادر دائما، فإن الأزمة هذه المرة بسبب مدينة "الكويرة"، خاصة بعد تواطؤ الجيش الموريتاني الذي يسيطر على المدينة المغربية مع قوات من عناصر "البوليساريو" التي تتردد على المدينة، كما سبق لزعيم الجبهة ابراهيم غالي و جنوده أن التقطوا عددا من الصور على شواطئ المحيط الأطلسي، في استفزاز صريح للمغرب. وسبق أن عقد اجتماع عاصف بالقصر الرئاسي في نواكشوط، في دجنبر من العام 2015، جمع بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وفي الطرف الآخر 4 مسؤولين مغاربة يتقدمهم وزير الخارجية السابق صلاح الدين مزوار مرفوقا بياسين المنصوري، مدير الدراسات و المستندات (المخابرات الخارجية)، و الجنرال بوشعيب عروب، المفتش السابق للقوات المسلحة وقائد المنطقة الجنوبية، وسفير المغرب الراحل عبد الرحمان بن عمر. غير أن الرئيس الموريتاني رفض الطلب المغربي باسترجاع مدينة الكويرة، مما شكل بداية جديدة لأزمة قديمة جديدة مع الجار الموريتاني. وبررت موريتانيا موقفها بكونها "مسؤولة عن إدارة منطقة الكويرة المغربية و المحافظة على الوضع القائم فيها، بعد اتفاق سابق بين الرحل الحسن الثاني و الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
فلاش باك.. قصة توسل نواكشوط للرباط للسيطرة عسكريا على الكويرة
.. "من طنجة إلى الكويرة"، عبارة شهيرة أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني بعيد المسيرة الخضراء سنة 1975، في إطار تعبئته المغاربة ورسم حدود مملكته التي يعتبر موحدها، وهي ذات العبارة التي كرستها الصحافة المغربية في أذهان المغاربة، غير أن الكثيرين لم يكونون على علم أن الكويرة المغربية يسيطر عليها جيش موريتانيا.
مند سنة 1979 كانت منطقة الكويرة مجرد قرية صيد صغيرة تحت سيطرة الجيش المغربي، وفي سنة 1989، استجاب الملك الراحل الحسن الثاني لتوسلات الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وانسحب الجيش المغربي من المنطقة لتسيطر عليها موريتانيا، بحكم أن المنطقة متنازع عليها وتشهد بين الفينة و الأخرى مناوشات بين المغرب و "البوليساريو"، وكانت موريتانيا ترغب في السيطرة عليها وتأمينها بحكم قربها لمدينة نواديبو الموريتانية التي تضم ميناءا كبيرا للصادرات الموريتانية، وهو المتنفس الاقتصادي الوحيد للبلاد.