انا حزين ... و بي حسرة ... مات أحمد ! لا أريد أن أبكيكَ يا أحمد ، لا أُطيق ذلك ، و أيضا لستُ راغباً في مُداراة ألمي .لن أسمح لدمعي بالانسياب ، و لن أتحمل وجهاً و قد تبللَ !هل أقول إن الموت لم يكن أبداً نهايةً ، أم أقول إنّ النهاية لم تكن أبداً موتاً ؟ ! هل أصرخُ مثل غيري و أخاطب أحمدَ : إنكَ مهما بلغَتْ درجةُ إتقانكَ ؛ فإنك لن تستطيع التمثيل مدى الحياة أمْ سأرثي ماضيكَ و أنعي حاضرك !؟ ... هلْ ... و هل ... و هل . الْأحْمدُ ، عَلَمٌ عربيٌّ بصيغةِ التفضيل ؛ و يُجمِعُ الكل على أنه محمود الصفات ، أو هكذا على الأقل عرَفتُ الْأحمدُ وجعٌ في وجهِ الطغاةِ الْأحمد أنين دفينٌ يُقبلُ على الحياة الْأحمدُ بَصيرةٌ مُعْلَنةٌ و خَفيّةُ الصلاة الْأحمد وشْمٌ على الصدر ضد الْعُتاة الْأحمدُ ... و الْأحمدُ ... أنتَ الْأنَاة : لكني سأقول : أنا أعرف من قتل أحمد ؟! أجلْ ، أعرفهُ و سأُجَلِّي الأمر بعد حينٍ ، فقط دَعوني أُسائلكمْ هلْ تخلّى مُحاربٌ يوماً عن بندقيته ؟ هل ألقى صِحافيٌّ مَبْدئيٌّ قلمهُ ؟ هل توقَّفَ سياسيٌّ مُحَنَّكٌ عن التنظير للأُفق ؟ هلِ ٱسْتعصى اللغزُ على الحل عند طارحهِ ؟ هلْ جفَّ نبعٌ و الحالُ ماءٌ ؟ هلِ ٱسْتكان جرحٌ واللحظةُ ألمٌ ؟ هلْ عجزَتْ عينٌ عن الْمَحْصِ في الضياء ؟ هل تَعَطَّلَ اللسانُ أمامَ الخطر الْحادقِ ؟ هلْ ... هلْ ... صَمَتَ حقّاً أحمد ؟ و هل بِالفعل إلى الْعَدمِ خَلَد ؟ إنه كل ذاكَ أحمد ! إنه النقيض ! إنه ما شَكَا ؛ لقد حكى عُمرَهُ و حاكى الْمرايا في ٱنعكاسها . تَحَمَّلَ الويلَ و ما بدَّلَ تبْديلاً ! إنه كلُّ ذاكَ أحمدُ ! جَبَلٌ شهِقَ حتى لامَسَ النجمَ ، و علَا حتى فطِنَ السحابُ إليه عليلاً ، فٱجْتَباهُ و أَخْلى سبيل أحلامه ، سائحةً بين قلوب رفاقه ، فهَلَّا أدركتم فعلاً حقيقتَهُ ؟ ما عاد يُطيقُ غدراً أو خيانة ... في زمن التفاهات ، و قد .تكَلَّستْ نَواصيهِ و سَعَتْ إلى الانعتاق ، راغبةً في الْعلْياءِ كما كانت . " وْ يَا جَبَلْ مَا يْهِزَّكْ رِيحْ !! " ... وَ يَا جَبَلُ مَا قَتَلَكَ غيرُ أحْمد